الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أنا في حيرة من أمري مع خطيبي المدخن.. أريد نصيحتكم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لدي سؤال شخصي، أنا آنسة أبلغ من العمر ٢٤ عاما، تمت خطبتي لشاب أحسبه عند الله من ذوي الخلق الرفيع، في البداية، كان يدخن بقلة، وكان سبب رفضي له أنه مدخن، ولكنه تقدم مرة أخرى بعد أن قال لي أنه تخلص منه، وبعد فترة ٨ أشهر وجدت دليلا على تدخينه، فقال لي وصارحني أنه قلل التدخين جدا، ويحاول تركه نهائيا، ولكنه لم يستطع بعد مرور شهرين، وقال لي إنه كذب علي خوفا من خسارتي، وقال إنه لن يتم العقد إلا بمصارحتي، فهو الآن صارحني، ويطلب مني مساعدتي في أن يتركه، وقال لي لا توافقي على العقد إذا قمت بالرجوع للتدخين بعد مساعدتك.

فماذا أفعل؟ أنا في حيرة شديدة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amiramohamed حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك في استشارات إسلام ويب، نسأل الله أن يُقدّر لك الخير حيث كان ويُرضّيك به.

واضح – أيتها البنت الكريمة – من أوصاف هذا الشاب أنه يرغب في التخلص من التدخين، وإذا كانت لديه هذه الإرادة فإنه سيسهل عليه بإذن الله تعالى الإقلاع عنه، لا سيما وهو لا يزال في أوّل عمره، ولذا فإذا كان بالوصف الذي ذكرتِه أنه ذا خُلقٍ، وكان رجلاً دَيِّنًا – أي يقوم بفرائض الله تعالى عليه – فنصيحتُنا لك ألَّا ترفضيه لهذا السبب ابتداءً، ما دام قد عرض عليك ألَّا توافقي على العقد إلَّا إذا ترك التدخين، فمن الرجال من يترك الشيء لأجل مَن يُحب ومن يرغب في الارتباط بها، فأعطه الفرصة لأن يتخلص من هذه الآفة، واجعلي من الموافقة على العقد سببًا في إقلاعه عن هذه العادة السيئة، ولعلَّ الله سبحانه وتعالى يُعينه ويقوّي عزمه.

ولكن ينبغي أن ننبهك – أيتها البنت الكريمة – إلى أن هذا الرجل خلال مدة الخطبة وقبل العقد لا يزالُ أجنبيًّا عنك، ومن ثمَّ فلا بد من التعامل معه كما تتعاملين مع غيره من الرجال الأجانب، وتحذري من التمادي معه في أي مخالفةٍ شرعية، أولاً: إرضاءً للخالق سبحانه وتعالى، وثانيًا: صونًا لنفسك وإبعادًا لها عمَّا لا تحسن عاقبتُه.

فقد حرَّم الله تعالى على المرأة أن تضع حجابها أمام الرجال الأجانب، ورخَّص للخاطب أن ينظر إليها بالقدر الذي يدعوه إلى زواجها، فإذا رأى منها ما يُعجبُه وقرَّر التزوّج بها فقد تمَّت الرؤية الشرعية ولا يجوز بعد ذلك وضع الحجاب أمامه، وكذلك لا يجوز لك أن تختلي به، فإنه (لا يخلو رجلٌ بامرأةٍ إلَّا كان ثالثهما الشيطان) كما جاء في الحديث، ولا يجوز لك أن تتحدثي معه بكلام فيه لينٍ، فقد قال الله تعالى لأطهر نساء الأُمّة – وهنَّ زوجات النبي صلى الله عليه وسلم -: {فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض}.

فهذه بعض الآداب الشرعية التي أرشد الله تعالى إليها المرأة، وكذلك الرجل، حفاظًا عليهما من الوقوع فيما لا تُحمد عاقبته.

أكثري من دعاء الله تعالى أن يُقدّر لك الخير، فإنك لا تعلمين أين الخير، وشاوري العقلاء من أهلك في المُضي في التزوّج بهذا الرجل مع أحواله هذه، وما سيُقدّره الله تعلى لك هو الخير بإذنه سبحانه.

نسأل الله تعالى أن يتولى عونك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً