الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يستمر اكتئاب الولادة لسنوات؟ وهل من دواء نفسي لا يؤثر على المعدة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع والاستشارات القيمة.

أنا شُخصت باكتئاب ما بعد الولادة قبل سنتين ونصف، ولم أكن أعرف أن حالتي اكتئاب إلا بعد استطلاعي لحالات مشابهة من بكاء، وخوف، وقلق، وعدم النوم، وشرود ذهن.

وصف لي الطبيب سبرالكس ١٠، وعلاجا يساعد على النوم -نسيت اسمه- وتحسن عندي النوم، واستمريت شهرين على الدواء وقطعته؛ لأني لم أتحسن بشكل كامل إلا النوم تحسن. مرت السنتان وأنا أعاني من أفكار سلبية فقط، وقلق خفيف، وتشاؤم، وحالة من عدم الارتياح، بعد السنتين أصابني التهاب معدة شديد ومرضت ٣ أشهر، بعدها رجع لي اكتئاب أشد من اكتئاب الولادة، بكاء، وخوف، وهلع، وعدم نوم، وأحس كأني سأموت.

ذهبت لطبيب وشخص حالتي اكتئاب وقلق، ووصف لي انتابرو ٢٠، وميرزاجن وليكزوتانيل، سألته عن أعراض الأدوية، قال انتابرو حموضه بداية العلاج فقط، قلت، أنا عندي حموضة وحرقان من الالتهاب، قال لن يضر، وأخذته وتعبت من الألم والحرقان وتركته، وأخذت علاج النوم فقط.

الآن أنا مستمرة على دواء المعدة فقط، لكن حالتي النفسية سيئة، دائما شاردة الذهن، ولا أنظر للمستقبل، فارغة، أشعر بالذنب والتقصير، أقوم بواجباتي بالقوة، عندما أنام لا أريد الاستيقاظ، وأبكي وأحس بضيقة وأفكار سلبية، لا أستطيع السيطرة عليها، وخوف وقلق من كل شيء، أستغرب كيف يقدر الناس على الإنجاز والتخطط، لا أشعر بحماس، مهملة بالاعتناء بنفسي، لا رغبة لي بشيء، محبطة وأشعر بالفشل الشديد، دائما أسأل نفسي لماذا أنا هكذا وإلى متى؟ هل يستمر اكتئاب الولادة سنوات؟ هل يوجد علاج نفسي لا يؤثر سلباً على المعدة؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

اكتئاب ما بعد الولادة ما هو إلَّا اكتئاب مثله مثل أي اكتئاب آخر، ولكنه يحدث بعد الولادة، أي أن الولادة تكون سببًا لحدوث الاكتئاب، ولكن أعراضه وعلاجه مثل أي اكتئاب آخر.

وطبعًا مرض الاكتئاب معروف أنه قد يتكرر مرة أخرى، أو قد تحدث منه انتكاسات، وهذا ما حصل معك، انتكاسة أو حصول اكتئاب مرة أخرى، واستمرار الاكتئاب أو حدوثه بشكل مستمر سببه لأنك لم تأخذي العلاج الكافي له، الاكتئاب إذا لم يتم علاجه تبقى هناك أعراض منه قد تستمر لفترة طويلة.

أمَّا بخصوص العلاج: فنعم هناك علاجات لا تؤثّر على المعدة، والـ (ميرزاجن) الذي استفدت منه في النوم هو في الأصل يُعرف باسم (ميرتازبين)، وهو مضاد للاكتئاب، ولكنه بجرعات صغيرة كحبة ليلاً يُساعد في النوم، ولكنه لا يكون فعّالاً في علاج الاكتئاب.

لذلك يمكنك أن ترفعي الجرعة إلى حبتين – أي ثلاثين مليجرامًا – في اليوم، فهنا يأتيك تأثير أكبر مضاد للاكتئاب، ويمكن أن ترفي الجرعة إلى ثلاث حبات (خمسة وأربعين مليجرامًا)، فإنه يعطي مردود طيب لعلاج الاكتئاب. وإذا حصل التحسُّن عليه فاستمري عليه لفترة، حتى تتوقف أعراض الاكتئاب لفترة لا تقل عن ستة أشهر على الأقل.

وإن لم تتحسّني على الميرتازبين – أو الميرزاجن – فهناك أدوية أخرى، مثلاً مثل الـ (برنتلكس) وهو من الأدوية الجديدة، ليس من فصيلة الـ (SSRIS)، جرعته عشرة مليجرام، ويُساعد في علاج الاكتئاب والقلق، يمكنك أن تأخذيه أيضًا باستمرار حتى تختفي أعراض الاكتئاب، ويجب الاستمرار عليه لفترة لا تقل عن ستة أشهر أيضًا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً