الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع ابني وعصبيته؟

السؤال

السلام عليكم.

ابني البكر عمره ٩ سنوات ونصف، يملك شخصية صعبة، متوتر وقلق أغلب الأوقات، إذا كلمه أي أحد يتهجم عليه، أغلب ردوده على توجيهاتنا له صراخ ويبدأ بالبكاء والجري إلى خارج المنزل، وهو يتكلم لوحده، ويبكي بطريقة هستيرية لمجرد أن أطلب منه طلبا مثل إطفاء التلفاز وحل واجباته، أو أتدخل لحل خلافه مع أخته الأصغر منه بسنتين، أكلمه بهدوء فيصرخ ويتوتر، يلقي اللوم علينا ويجد لنفسه الأعذار دائما، ويقول: مازلت لم أشاهد وأنتم تظلمونني وأنا دائما محروم مما أحب، وهو في الحقيقة له ساعتان على التلفاز!

أحاول التوضيح له أنه على خطأ ويجب عليه طاعة والديه لأنهما يوجهانه لمصلحته، فيزيد الصراخ والنحيب، يقاطع كلامي ولا يريد الاستماع، أحيانا أقلق جدا وأصرخ ليسمع وهو يزيد فأضربه ويجن جنونه أكثر، أغلب الأحيان أصمت وأتركه ليهدأ لكي لا يتوتر، وأتنازل عن مطلبي، وأشعر أن هذا خطأ؛ لأنه يزيده عنادا.

عند وجود والده بالبيت يقل توتره نسبيا أو بالأحرى لا يظهر لوالده إذا طلب منه تحسين سلوكه يجري في البيت ويضع وجهه بالوسادة ويبكي ويصرخ بصوت منخفض، لم أجد حلا معه! أصبحت أهدده بأن أخبر والده وأعلم أنه أسلوب خاطئ لكنه أتعبني!

كلما تكلمت أخته معه يصرخ بوجهها اسكتي، وكلما دخلت مكان تواجده يطردها ويسحبها للخارج، وهي تعود فيتشاجران، أفهمه أنها أخته ومن حقها الجلوس أين تحب، فيجن!

أحاول دائما أن أحتويه كلما توترت معه، أرجع وأحضنه وأمسح على رأسه وأكلمه بوضوح أني أحبه وأريد مصلحته وواجبي تربيته وتقويمه، بعد ربع ساعة أجده رجع لما أنهاه عنه!

أرشدوني، كيف أتعامل معه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Dina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يوجد معايير رئيسية يجب أن تؤخذ بالاعتبار: الأول، أن تكون القدرات العقلية لابنك ضمن أو أعلى من المتوسط (وهذا يتم تحديده من خلال تطبيق أحد مقاييس الذكاء المعتمدة عالمياً). ثانيا، أن تكون جميع مراحل نموه تسير بشكل طبيعي.

الآن، السلوكيات التي قمتِ بذكرها، جميعها لها أسباب أحدثتها، والأسباب المفترضة حالياً هي أسباب تتعلق بطبيعة التربية، أما إذا أثبتت مقياس الذكاء أن هناك تأخر في القدرات العقلية، فالأمر يختلف، ويصبح سبب السلوك هو نتيجة لهذا التأخر. إذاً ما هو عليك الآن التعرف على الأسباب والتأكد من الجوانب الإدراكية عند ابنك.

وفيما يلي مجموعة من الأساليب التي سوف تساعدك:

- ابنك بحاجة إلى عطف وحنان، ورفع قيمة ذاته، وهذا يكون بالمدح والثناء عليه وتكليفه بأعمال للقيام بها.

- الأطفال بشكل عام، لا يصلح معهم الضرب والتعنيف، فهذا يزيد الأمر تعقيداً ويؤثر على نفسيته.

- انتبهي من أن تقارني سلوكه بسلوك صديقه أو بسلوك ابن الجيران، والأخطر من ذلك مقارنة سلوكه بسلوك أخته.

- احرصي على عدم التمييز بين الأخوة، لأن سلوكيات ابنك المذكورة تدل على أن لديه كبت.

- استخدمي لغة الحوار معه، واتركيه يعبر عما في داخله.

- اعملي على إعادة تنظيم أمور أبنائك بشكل عام وليس ابنك هذا بشكل خاص، لكي لا يشعر أنه هو المقصود من كل الإجراءآت والتغييرات، ويشعر بالنبذ، والتنظيم يكون بعمل قوانين للبيت يفترض على الجميع الالتزام بها، ساعات للدراسة، وقت للنوم، ترتيب غرف النوم، وقت محدد للألعاب الالكترونية والتلفاز، بذلك سوف تتمكنين من ضبط الأمور أكثر.

- بالنسبة لعلاقته بأخته، واضح أنه هناك كره لها، وهذا ناتج عن التمييز بين الأخوة، أو أنه يشعر أن القوانين تطبق عليه، والآن ربما يكون جوابك كأم وتقولين: "أخته لا تخطئ" لكي تتعاقب، حتى وإن كانت لا تخطئ مجرد أن يرى أنكم تعاملونها بأسلوب مختلف، هذا يعزز في داخله الكبت والكراهية، وهذا ما لا نريده لطفل بهذا العمر، لذا الأفضل تحسين العلاقة بين ابنك وابنتك، من خلال الألعاب والنشاطات المشتركة بينهم.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً