الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق وتوتر مما أفقدني ترتيب أعمالي

السؤال

السلام عليكم

تزوجت قبل عدة شهور، ومن وقتها وأنا مصابة بقلق شديد، أريد كل شيء كاملاً في المنزل، وأتعب كثيراً إذا كان لدي عمل لم أقم به، أتوتر وأتضايق جداً، وأقول لنفسي: إنك تؤجلين عملك الآن، وأنت ليس لديك أطفال، فكيف عندما يصبح لديك أطفال؟ لن تهتمي بشيء! وهذا ما لا أريده.

أصبحت أشعر أني أبالغ باهتمامي، وأتعب كثيراً ودائماً ما أتذكر المسؤوليات الكبيرة التي سأتحملها في المستقبل، وأصاب بقلق وأقول كيف سأقوم بها كلها دون تقصير؟ وعندما أزور صديقاتي لا أجد كل شيء مثالياً في بيوتهن، ولكن أنا لدي قناعة أن الناس كل شيء لديها دائماً مرتب، ولا يؤجلون أعمالهم.

أعتقد أني إذا أجلت عملاً ما فإني سأعتاد على التأجيل، وهذا لن يكون في صالحي، أشعر أني تعبت من الآن من آلام الظهر والجسم، واستهلكت طاقتي.

عندما أرى نساءً يزرن جيرانهن ومعهن أطفال أقول كيف يجدن وقتاً؟ أليس لديهن أعمال أم أني أبالغ أحياناً، ولا أجد وقتاً لزيارة جارتي؟ ومع ذلك أشعر أني لا أنجز شيئاً.

بدأت بتناول دواء زولفت، لأنني أعاني من اكتئاب قبل أن أتزوج، حتى تحسن مزاجي، لكن القلق ما زال مستمراً، وأفكر بتركه لأني منذ تناوله دائماً ما أشعر بجوع شديد، وآكل كثيراً مما زاد وزني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماريا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يبدو أنك من الأشخاص الذين يُعانون ممَّا يُعرف بالشخصية القلقة، أو الشخصية المثالية التي دائمًا تُحب ترتيب أي شيء وتنظيم أي شيء، ولا تحب أن تُرتب للمستقبل، وتخاف من المستقبل وتحمُّل المسؤولية نوعًا ما، ودائمًا بالرغم من أنها تتأقلم في حياتها، ولكن دائمًا تظهر هذه الأشياء عند الانتقال من مرحلة إلى مرحلة، مثلاً في الدراسة: من مرحلة إلى مرحلة، أو بدء العمل، أو الانتقال إلى مدينة أخرى، أو عند الزواج، وهذا ما تمرين به أختي الكريمة، وإن شاء الله بعد فترة سيتم التأقلم، وتخف حدة القلق والتوتر ومقارنتك بالآخرين.

نعم دواء الزولفت قد يزيد الوزن، هو فعلاً مضاد للاكتئاب، ومُهدئ، ولكنّه قد يزيد الوزن، وطبعًا بعد الزواج والحمل وهذه الأشياء قد تكون هناك زيادة في الوزن على أي حال، فيمكنك التوقف عن الزولفت، والبدء بعلاجات للاسترخاء، علاجات عامة تمارسينها للاسترخاء، مثل الرياضة، بالذات رياضة المشي يوميًا، إذا كان هذا ممكنًا، أو تمارين رياضية تمارسينها في المنزل.

كذلك تمارين الاسترخاء عن طريق الاسترخاء العضلي، بأن تشدي مجموعة من العضلات ثم تُرخينها عدة مرات، وتكرر عدة مرات في اليوم، أو الاسترخاء عن طريق التنفس، أخذ نفس عميق وإخراجه خمس مرات، وتكرار ذلك عدة مرات في اليوم.

كما قلتُ لك -إن شاء الله- ستتأقلمين على هذا القلق الزائد والمستمر في الترتيب والاهتمام، وستمارسين حياتك بصورة طيبة، ولا أرى أي داع لتناول أي علاجات في الوقت الحاضر بعد أن تتوقفي من الزولفت.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السودان ايكالو من السودان

    كل التقدير والاحترام وأشكر

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً