الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بمخاوف ووساوس بعد فقد والدي وأصحابي.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب بعمر ٢٧ سنة، من فلسطين، عانيت من وسواس وتهويل المستقبل والخوف منه، والخوف من اتخاذ قرارات مصيرية في حياتي، وذلك بسبب عدة مواقف حصلت معي من سجون وتعذيب نفسي وفقدان أصحابي ووالدي واحدا تلو الآخر.

اعتقدت بأني تجاوزت هذه المرحلة ومرت سنوات قليلة، وبدأت أشتغل في وظيفتي، وأثناء ذلك أعجبت بفتاة، وتأكدت بأنها أعجبت بي، وبسبب أني لا أقترب من الفتيات أخبرت أمي عنها حتى أخطبها، ولكن الحالة المادية لا تسمح بذلك وقتها، فقمت بالتواصل معها وإخبارها بذلك، وقالت بأنها ستنتظرني.

بدأنا نتحدث وكانت النية صافية، ونهايتها أن يكون زواجاً، خلال هذه المدة عاد الوسواس إلى رأسي، وبدأت أفكر ماذا لو وماذا لو؟ فخفت على الفتاة من أن ينقطع نصيبها، ولا أعلم السبب! تحججت بيني وبين نفسي ببضعة أمور، وخلقت عيوباً للفتاة حتى لا تبقى في رأسي، وبالفعل ابتعدت عنها مدة ٥ شهور، لدرجة أني نسيت وجودها، وفي تلك الأثناء بحثت عن عروس لأتزوج، والله لا أعلم السبب لماذا لم أطلبها أو أتقدم لها!

جاء اليوم الذي قررت فيه خطبتها وتفاجأت برسالة منها بأنها قد خطبت لشخص، وأنها لا تستطيع التراجع عن هذا القرار، وأبلغتها بأني كنت قادماً لخطبتها لكنها أصرت على عدم التراجع.

منذ ذلك اليوم حتى اليوم أصبت بحالة من الاكتئاب والإحباط والوسواس والندم القاتل، بحيث إني بدأت أفكر بأمور خلقية في شكلي، وبدأت أكرهها، مثلاً أن أنفي كبير قليلاً، وأنه ممكن أن يكون سبباً لرفضي، وما لي أحد من الخلائق وليس عندي حل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لطفي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما مرت بك من أحداث في حياتك من فقدان الوالد والسجون، وكذلك فقدان الأصحاب، كل هذا – أخي الكريم – جعلك تعاني من القلق والتوتر والتوجُّس من المستقبل ومن المخاوف الوسواسية وفقدان الثقة في النفس.

الحمد لله أنك توظفت وبدأت حياتك تستقر وتبحث عن زوجة، وهذا شيء طبيعي من كل شاب، ولكن ترددك في الزواج أو بالأحرى ترددك في الخطوبة هو الذي أوصلك إلى ما أنت عليه.

أهلونا دائمًا يقولون إن الزواج قسمة ونصيب، والله تعالى يقول: {وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون}، فقد يكون ذلك الزواج ليس في صالحك، ولذلك الله تعالى صرفه عنك، فيجب أن تتقبّل هذا الشيء، ولتقبُّل ذلك – أخي الكريم – تحتاج فقط إلى دعم أو إرشاد أو حتى التحدث مع صديق في هذا الموضوع، ومواصلة العمل، وممارسة الرياضة، وبالذات رياضة المشي، وإن شاء الله بمرور الزمن ستنسى هذا الشيء وتبدأ حياة جديدة إن شاء الله، وستجد الفتاة التي تكون من نصيبك.

لا تحتاج -أخي الكريم- إلى أدوية نفسية، ولا تحتاج إلى علاج نفسي مكثف، فقط كما ذكرتُ لك تحتاج إلى دعم نفسي، ويمكن أن يتم ذلك حتى بالتحدث مع صديق، والالتزام بالصلاة وقراءة القرآن والدعاء، وتدعو دائمًا وتتقرب إلى الله أن يرزقك بالفتاة الصالحة أخي الكريم.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً