الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأتيني أفكار وتخيلات وأتكلم مع نفسي أحيانا.. هل أنا مصاب بالفصام؟

السؤال

السلام عليكم.

في الفترة الأخيرة أصبحت تأتيني دائما أفكار وتخيلات بمواقف أنا أكون فيها، وأتكلم مع نفسي وأحاور الناس الموجوين، وأتشاكل معهم وأجادلهم.

هذه المواقف هذه يكون فيها الناس معروفين، وشخصيات عامة، وهذه المواقف مثل المناظرة، أو حوار مثلا.

للأسف بعض أفراد أسرتي لاحظوا علي هذا الكلام؛ لأني أحيانا أنسى نفسي وصوتي يعلو أثناء الحديث مع نفسي.

دائما أكون مستغرقا في أحلام اليقظة، وأحيانا تأتيني أفكار جنون العظمة، وأني سأكون حاجة كبيرة في المستقبل، والناس يسخرون مني، وتتنمر علي.

الموضوع هذا يتكرر كل يوم، وعندما تسيطر علي فكرة لا بد من أن أقوم بتحقيقها وتسيطر علي هذه الفكرة ليلا ونهارا، كشراء شيء معين.

مع العلم أنني قمت بالذهاب إلى طبيب نفسي منذ سنتين تقريبا، وتم تشخيص حالتي بالرهاب والوسواس القهري، هل الأعراض مؤكدة للفصام؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

ما أوضحته يدل على أنه بالفعل لديك بعض القلق الداخلي الذي يُعبّر عنه في شكل أحلام يقظة فيها شيء من الخيال وعدم الارتباط بالواقع، لكنك أنت مستدرك ومستبصر ومرتبط بالواقع، بمعنى أنك تعرف كل ما يدور، وهذا ينفي تمامًا وجود مرض الفصام، هذا أؤكده لك تمامًا؛ الحالة بالفعل مرتبطة بشيء من القلق والوسوسة، والإجهاد النفسي.

فيا أيها الفاضل الكريم: يجب أن تضع مهام يومية، لا بد أن تحضّر جدولًا يوميًّا تُدير من خلاله وقتك؛ لأن ذلك سوف يجعل انتباهك ينصرف كثيرًا عن هذه الأفكار، هذه الأفكار هي دليل على وجود الفراغ وعدم إدارة الوقت بصورة صحيحة، والفراغ الذهني دائمًا يُملأ بهذه الأشياء الغير مفيدة، وكذلك الفراغ الزمني.

فأرجو أن تكتب جدولا زمنيا يوميا، تشغل نفسك فيما هو مفيد، تقوم بواجباتك المهنية على أفضل ما يكون، تتواصل اجتماعيًّا، تصلي صلواتك في وقتها، يكون لك ورد قرآني، ترفه عن نفسك بما هو طيب وجميل، تقرأ القراءات الطيبة والمفيدة، تتواصل اجتماعيًّا.

إذًا أن تجعل نفسك مرتبطًا بأنشطة يومية وبانتظام، هذا سوف يُغيّر منهج حياتك، وسوف يجعل نمط حياتك أكثر إيجابية، وقطعًا هذه الأفكار سوف تقل كثيرًا، هذا من ناحية.

ممارسة الرياضة أيضًا يؤدي إلى احتراق هذه الطاقات النفسية السلبية، وتوجيهها في الاتجاه الصحيح، ممارسة بعض التمارين الاسترخائية أيضًا جيدة، الحرص على الأذكار – خاصة أذكار النوم وأذكار الاستيقاظ وأذكار الصباح والمساء – هذه أيضًا مهمة جدًّا لعلاج مثل هذه الحالات.

وأنا أعتقد أنه سيكون من الجميل أن تتناول مثلاً أدوية بسيطة جدًّا لإزالة هذا القلق والوسوسة الداخلية السلبية وأحلام اليقظة.

عقار مثل (سيرترالين) والذي يُسمَّى تجاريًا (زولفت)، يُضاف إليه جرعة صغيرة من عقار (رزبريادون) سيكون علاجًا مثاليًا في حالتك، الرزبريادون جرعته واحد مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عنه، والسيرترالين تتناوله بجرعة نصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) ليلاً أيضًا، لمدة عشرة أيام، ثم حبة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناوله، وتوجد خيارات أخرى كثيرة.

هذه جرعات صغيرة من الدواء سوف تُلطِّف طريقة التفكير عندك، لكن يجب أن تتبع الآليات السلوكية المتعلقة بنمط الحياة، وكيفية صرف الانتباه عن أحلام اليقظة، وأنا قد ذكرتها لك بشيء من التفاصيل.

إن شاء الله تعالى لا علاقة لك بمرض الفصام.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً