الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أنا مصاب بالفصام أم الوسواس القهري؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ أن كنت طفلاً وأنا أعاني من مرض مزمن لا أعلم ما هو المرض؟

مرضي هو أن أي امرأة جميلة أشك أنها أمي، ويحدث مع هذا المرض اضطراب بالتفكير، وأوهام، لكن لا أسمع أي أصوات ولا أرى أشياء ليست موجودة في الواقع.

آخر انتكاسة حدثت معي في الجامعة ذهبت إلى دكتور اختصاص نفسية وعصبية، شخصني بمرض الفصام، وذهبت إلى دكتور آخر شخصني بمرض الشك القهري والسواس القهري.

العلاج الذي تناولته يسبب سمنة فتركت العلاج بعد مدة سنة ونصف من أخذ العلاج.

الآن بعد ترك العلاج أصبحت أشك بأي شيء وأعاني من هذا المرض، لأنه شديد أشك في أي شيء.

ما هو تشخيص حالتي؟ وهل يوجد علاج لحالتي ولا يسبب السمنة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في استشارات الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية والتوفيق والسداد.

طبعًا حالتك هذه سيكون من الأفضل أن تُقيَّم تقييمًا مباشرًا من قِبل الطبيب المختص، وربما تحتاج لأكثر من جلسة حوارية، لكن ما زودتنا به من معلومات أعتقد أيضًا أنه مفيد، وإن شاء الله تعالى نحاول بقدر المستطاع أن نوجه لك بعض النصائح فيما يتعلق بتشخيص حالتك.

أنت مُدرك ومستبصر تمامًا بنوعية الأفكار التي تهيمن عليك، وهذا في حد ذاته لدرجة كبيرة نعتبره ضد وجود مرض الفصام، وحتى الشكوك التي تساورك الآن أنت أيضًا مستبصرٌ بها، وهذا أيضًا يُضعف احتمالية وجود مرض الفصام، وقد تكون بالفعل هذه الشكوك هي شكوك قهرية وسواسية كما ذكر الأخ الطبيب، وفي أسوأ الظروف التشخيصية ربما نقول أنه قد تُوجد بوادر ما يُسمَّى بالفصام الوسواسي أو الوسواس الفصامي، وهذا طبعًا أفضل كثيرًا من مرض الفصام وحده.

هذه هي اجتهاداتي، وأسأل الله تعالى أن أكون على صواب، وأسأله تعالى القبول، ويا حبذا لو ذهبت إلى طبيب نفسي؛ لأن الشكوك قد تكاثفت عليك الآن وهيمنت، وأنا لا أريد حقيقة أن تكون شديدة عليك ومُطبقة وأكثر من ذلك، ودائمًا – أخي الكريم سيف – التدخل الطبي النفسي المبكّر يأتي بنتائج ممتازة ورائعة.

ليس من الضروري أن تتناول الأدوية التي تؤدي إلى زيادة في الوزن، هنالك عقار رائع جدًّا يُسمَّى (إرببرازول)، هذا جيد جدًّا لعلاج الشكوك الظنانينة، أيًّا كانت درجتها وسببها، ويمكن أن تُضاف له مثلاً جرعة صغيرة من عقار (فافرين) أو (بروزاك)، فكلاهما لا يزيد الوزن أبدًا.

علماً أن ترك هذه الأمور تكون من خلال طبيبك، ويمكن أن تحمل له مقترحاتي هذه، ودعه يُقرِّر ما هو خيرٌ لك، إن شاء الله تعالى.

هنالك أمرٌ لا بد أن أشير إليه، وهو: ألَّا تُعطّل حياتك أبدًا مهما كانت الأعراض، يجب أن تستمتع بحياتك، يجب أن تكون حياتك حياة طيبة ونافعة، تجتهد في دراستك، ترفه عن نفسك بما هو طيب وجميل، لا تفرّط في الصلاة أبدًا؛ فهي عماد الدين، تصلي في أوقاتك الخمسة، ويا حبذا لو كان ذلك مع الجماعة في المسجد، علِّم نفسك أن تحفظ الأذكار – أذكار الصباح والمساء على وجه الخصوص – وأن يكون لك ورد قرآني يومي، هذا يجلب لك الكثير من الخيرات في الدنيا والآخرة، ويبعث عليك طمأنينة كبيرة إن شاء الله تعالى في حياتك.

بر الوالدين أيضًا اجعلها هدفًا لك، وأرجو أن تمارس الرياضة، الرياضة ممتازة جدًّا، تروّح على النفس، وتقوّيها، وكذلك مفيدة جدًّا للجسد.

أشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وأرجو أن تُراسلني بعد أن تذهب وتقابل الطبيب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً