الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشك في قدراتي العقلية ولا أدري هل حالتي نفسية أم أُصِبت بعين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 31 سنة، قبل 3 أشهر كنت شابا مفعما بالحيوية والطاقة، كنت أمارس الرياضة التي هي من أهم الأمور في حياتي، بعدها ومن دون سابق إنذار انقلبت حياتي رأسا على عقب، شعرت كأن عقلي توقف فجأة، لجأت إلى الرقية الشرعية، فكان الرقاة يقولون أن بي سحرا، والآخر يقول أصبت بعين، والآخر يقول هي مجرد وساوس، بعدها أصبحت أعاني من قلق، وأكاد أن أنفجر، لم أعد أستمتع بشيء لا الأكل، ولا الأصحاب ولا أي شيء، أصبحت أشك في قدراتي العقلية، ذهبت إلى الطبيب وشخص حالتي أنها قلق نفسي ووساوس.

أفيدوني، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Farouk حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي العزيز: لا يوجد شيء يحدث فجأة ويسبب لك كل هذا، بل عليك البحث عن السبب الذي جعلك كذلك قبل ثلاثة أشهر، ما هو التغير الذي طرأ عليك؟ أصحاب جدد؟ تغيرت عاداتك فجأة؟ توقفت لعدة أيام عن روتين حياتك ولا تستطيع العودة كما كنت في السابق؟

فيما يلي مجموعة من الأفكار التي سوف تساعدك بمشيئة الله في التخلص من مشكلتك:

- واضح جداً من رسالتك أنك على وعي تام بمشكلتك، وهذا يشكل نسبة كبيرة من العلاج، فأنت واعٍ على كل ما حدث ويحدث معك، لذا، أنصحك بالعلاج الذاتي، من خلال:
- قم بإحلال الأفكار الإيجابية بدلاً من السلبية، بدلاً من أن تقول " أنا أعاني من ..." قل: " أنا أستطيع أن ...".

- أعد تنظيم شؤون حياتك من جديد، وابدأ بالعودة إلى ما كنت عليه بالتدريج، فهذه هي الطريقة الرئيسية في علاجك، سوف تشعر ببعض التوتر أو الملل أو عدم القدرة، ولكن حاول، عندما تعود لممارسة الرياضة اعمل على زيادة وقت التدريب بالتدريج.

- تحدث مع شخص مقرب، يصغي لك، ويشاركك أفكاره.

- لا تحاول تجنب المواقف التي تثير مخاوفك وقلقك مهما بدا الأمر صعبًا أو مؤلمًا في بدايته، بل احرص على مواجهة ذلك النوع من المواقف بصفة منتظمة، فاستمرارك يعني تقوية مهارات التكيف لديك وتعزيزها، وهذا سوف يساعدك في التخلص من القلق والتوتر.

- احصل على قسط وافر من النوم في الليل، وابتعد عن السهر وقلل من المنبهات مثل القهوة والشاي.

- أُحصر المواقف التي يرتفع فيها مستوى القلق لديك وقم بترتيبها من الأكثر تأثيراً إلى الأقل تأثيراً.

- ابدأ الآن باختيار مشكلة واحدة، وقم بتطبيق استراتيجية "لإزالة القلق" وصولاً إلى المواجهة، من:
(أ‌) استرخِ على سرير في مكان هادئ.
(ب‌) تخيل المشكلة التي ستواجهك، وسَتُحدث فيك القلق.
(ت‌) أغمض عينيك وتخيل الموقف الذي تصفه.
(ث‌) تصور الموقف يحدث وتخيل أنك هناك فعلاً.
(ج‌) عندما تفعل الخطوة (ث)، فأنت ستشعر ببعض القلق والخوف.
(ح‌) إذا حدث ذلك أوقف المشهد التخيُّلي حالاً.
(خ‌) استرخ وأرح عضلات جسمك.
(د‌) ارجع وتخيل المشهد ثانية، وإذا شعرت بالتوتر والقلق، أرح ذهنك.
(ذ‌) كرر الخطوات السابقة للمستوى الذي تستطيع فيه تخيُّل المشهد دون أن تشعر بالقلق.

بذلك الأسلوب تستطيع أن تُخفض من مستوى القلق والتوتر.
- عندما تخاف وتقلق من موقف ما حاول أن تسترخِ، أو تكن هادئاً فبذلك تكون قد استخدمت استجابة تتناقض مع الخوف. والاسترخاء يخفف من التوتر بالتدريج، وفكر كيف يجب أن تتصرف لا أن تفكر في ردة فعل الطرف الآخر.

- حافظ على صلاتك في وقتها، فهي تعمل على إحداث الاطمئنان والسكينة في قلوبنا، يقول الله عز وجل { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ } أي: يزول قلقها واضطرابها، وتحضرها أفراحها ولذاتها، { أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } أي: حقيق بها وحريٌّ أن لا تطمئن لشيء سوى ذكره، فإنه لا شيء ألذ للقلوب ولا أشهى ولا أحلى من محبة خالقها، والأنس به ومعرفته، وعلى قدر معرفتها بالله ومحبتها له، يكون ذكرها له، هذا على القول بأن ذكر الله، ذكر العبد لربه، من تسبيح وتهليل وتكبير وغير ذلك.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً