الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموقف من إسكان الوالدة في بيت مستقل ببلد الغربة لحدة لسانها وإساءتها إلى الزوجة

السؤال

السلام عليكم.
أنا أعيش في هولندا مع زوجي و(3) بنات، الحمد لله على كل شيء، حماتي قضت معنا في هولندا (3) أشهر وكانت غريبة الطباع خاصة معي، وكنت في فترة حمل صعبة جداً ولم ترحمني، كان همها ابنها فقط، فهي أصلاً تعبده حتى الصلاة لا تصلي.

المشكلة أن بنات ابنتها طردنها من منزلهن لأنها أضرتهمن بكلامها السيئ التي تقوله في شرفهن أسأل الله أن يغفر لها ولهن أيضاً، لأنهن أيضاً يتعاملن معها بقسوة دون رحمة، حتى وصل بهن الأمر إلى طردها من منزلهن ولم يراعين مشاعر خالهن، أي: زوجي، ولا أمهن رحمها الله؛ لأنها ما كانت ستفعل ذلك مع أمها.

أريد أن أعرف: هل على زوجي إثم لو استأجر لأمه منزلاً، مع العلم أنه لا يقدر أن يأتي بها إلى هولندا كي تقيم معنا، أولاً: لأن القانون هنا أصبح صارماً جداً وخاصة مع المسلمين، وثانياً: أنا لا أقدر أن أعيش معها هنا في هولندا، فهي من النوع الذي يحب الخروج إلى الجيران والأصدقاء وهنا لا تجد ذلك، فتشغل وقتها في التدخل في كل شيء، أنا حيرانة إذا كان ما فعله زوجي مع أمه حراماً أم لا؟ مع العلم أنه سيجعل امرأة معها كي تؤانسها في وحدتها، أو طالبة تسكن معها بدون أن تدفع الإيجار.
أرجو أن تنصحوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ Imen حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإنّه ليسرّنا أن نرحب بك في موقعك (استشاراتك الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يُبارك لك في زوجك وأولادك، وأن يرزقك الرحمة والبر بها والإحسان إليها، وأن يذهب عنها حدة لسانها وطبعها.

وبخصوص ما ورد برسالتك: فإنه ومما لا شك فيه أن كثيراً من الحموات لديهن نوع من التسلط والحرص على التدخل في كل شيء، خاصةً إذا كانت تحب ولدها، فترى أن زوجته قد سرقته منها، فتبادلها الإحسان بالإساءة والغلظة من حيث لا تدري أو تدري، وهذا ما يوقع الولد في حيرة ما بين أمه الشديدة وزوجته التي قد يرى منها الصبر وحسن المعاملة لأمه، إلا أنها لا تراعي هذا، وعليه فأقول: إذا كان البيت الذي ستقيم فيه مناسباً لها ولسنها وأنها ستجد من يخدمها ويؤانس وحشتها، وأن ولدها سوف يتردد عليها بصفةٍ مستمرة، ولم ولن يقطعها؛ فلا مانع من أن تقيم وحدها بدلاً من هذا الجو الكئيب الذي تُحدثه بسوء تصرفاتها، وإذا لم يوجد لها مكان مناسب فلابد من إقامتها معكم، وعليكم بالصبر والتحمل، مع ضرورة حث ولدها لها على تغيير سلوكها حتى يهدأ الجو وتسعد الأسرة.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً