الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي هلع وخوف من الرياضة.. كيف أتعامل مع حالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي خوف من الرياضة، وأريد أن أمارسها بشدة، لكني متخوف وأحب الجري، وأحب أن تكون عندي لياقة بدنية عالية، وأحب أن أكون مسلما قويا، لكن كل هذا انهار بسبب نوبات الخوف، فمثلا لا آكل كثيرا، وفقدت كثيرا من الوزن، والطاقة.

دائما أحس بالتعب، لأني أفكر إذا أكلت كثيرا يمكن أن تمتلئ البطن، وإذا امتلئت فهذا يسبب لي ارتفاع ضربات القلب، وتبدأ حالة الفزع والاختناق، والرياضة نفس الشيء، أحاول أن أركض لكني أركض دقيقة، وأتوقف من الخوف، وطول الركض أمسك قلبي وأراقبه، وهمي الوحيد في القلب، ولا أستمتع مثل باقي الأيام التي كنت أعيش فيها حياة طبيعية، وبعد الانتهاء من الركض إذا أحسست بدوخة بسيطة جدا تسبب لي الهلع، أفكر أنه القلب لعله لم يوصل الدم إلى الرأس، ومع أني قمت بالفحوصات كلها، القلب، والرئة، والرأس، والدم، كل شيء تقريبا سليم، وما أبقيت طبيبا إلا وزرته، لكني لا أعرف كيف أتعامل مع حالتي التي أنا فيها.

أرشدوني، بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد كمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني من قلق ورهاب المرض، وبالذات رهاب مرض القلب، ولذلك أنت دائمًا في خوف من أن يُصيبك مرض القلب، ولذلك تخشى الرياضة، وبالذات رياضة الركض؛ لأنك تعرف أن مريض القلب يجب عليه ألَّا يركض، فهذا في المقام الأول – أخي الكريم – يوضح أنك الآن تعاني من رهاب مرضي وقلق وتوتر، ولا بد من علاجه، طبعًا الفحوصات تكون سليمة؛ لأنه ليس مرضًا عضويًّا، هو مرض نفسي في المقام الأول.

استمر في المشي على الأقل في الأيام الأولى من العلاج، حتى تزول هذه المخاوف والرهاب، ثم بعد ذلك يمكنك أن تواصل رياضة الركض، ولعلّ أفضل علاج دوائي هو الـ (سبرالكس) عشرة مليجرام، ابدأ بنصف حبة بعد الإفطار، لمدة أسبوع، ثم حبة كاملة بعد ذلك، وتحتاج طبعًا إلى ستة أسابيع أو شهرين حتى تبدأ هذه الأعراض في الزوال وترجع إلى حالتك الطبيعية، ثم بعد ذلك واصل في السبرالكس لفترة لا تقل عن ستة أشهر، وبعد ذلك أوقفه بالتدرج، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع حتى يتوقف تمامًا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً