الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تناول العلاج النافع للتخلص من الاكتئاب

السؤال

السلام عليكم.

كنت أستخدم حبوب السيروكسات 20 لمدة 8 سنوات، وحالياً أحاول تركها، وأعطاني الطبيب برنامج تخفيف الاستخدام لمدة شهر، علماً أنه لم يعطني نفس العقار، ولكن أعطاني باروكسات 10، لمدة أسبوعين حبة كاملة، ثم أسبوعين نصف حبة، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم، وحالياً بدأت نصف حبة يوماً بعد يوم، ولكن لدي مشكلة وهي أن الاكتئاب بدأ يعود مع تخفيف العلاج، والحساسية زادت عندي، فما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Khaled حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الزيروكسات أو الباروكستين من الأدوية المعروفة أنها تؤدي إلى أعراض انسحابية عند التوقف منها فجأة، والأعراض الانسحابية دائمًا تزداد في حالة أخذ جرعة كبيرة أو تناول العلاج لفترة طويلة، وطبعًا هناك عدة طرق للانسحاب، ولكن كلما طالت المدة يجب أن يكون الانسحاب انسحاب تدريجي.

على أي حال: أنت ذهبت إلى طبيب وشرح لك واحدة من طرق الانسحاب، وأنت قطعت شوط الآن، وصلت إلى نصف حبة يومًا بعد يوم، أي أنك تقريبًا لك حوالي أكثر من أسبوعين أو تقريبًا شهر.

دائمًا الأعراض الانسحابية تبدأ مباشرة بعد تخفيف الجرعة، أمَّا عودة الاكتئاب فيحدث بعد فترة من التوقف، عادة لا تقل عن أسبوعين، هذا هو الفرق بين أعراض الانسحابية وأعراض الاكتئاب، لأن في كثير من الأحيان متشابهان.

طالما الآن الاكتئاب بدأ يرجع بعد تخفيف العلاج؛ قد تكون هذه أعراض انسحابية ولها علاقة، دائمًا الأعراض الانسحابية تزداد عندما تخف الجرعة في الفترة قبل التوقف التامّ، ولذلك واحدة من الأشياء التي يمكن أن تفعلها أن تعود إلى الجرعة التي لم تحدث معها أعراض، وتثبّتها لفترة من الزمن، ثم تسحب بطريقة أقلّ من الأولى وتنتظر؛ هل الأعراض الانسحابية ترجع أم لا.

أمَّا إذا كانت الأعراض أعراض اكتئاب وعودة للاكتئاب فيمكنك أن تأخذ دواء آخر للاكتئاب لا يُسبب أعراض انسحاب، مثل الـ (فلوكستين) أو كما يُعرف تجاريًا (بروزاك)، لا يُسبب أعراض انسحابية، وهو مضاد للاكتئاب فعّال، ويمكن أن تبدأه عندما تسحب الباروكستين لفترة من الوقت.

الآن هذا هو الوقت المناسب الذي يمكنك أن تبدأ فيه الفلوكستين، ولكن أيضًا يجب عليك أن تنتظر لفترة حتى تشعر بالتحسُّن، ثلاثة أسابيع إلى ستة أسابيع، وبعد ذلك استمر عليه، وكما ذكرتُ الفلوكستين لحسن الحظ لا يحتاج إلى تدرج في الانسحاب منه، وإذا تحسّنت الأعراض بعد إضافة الفلوكستين فهذا يعني أن هذه هي أعراض اكتئاب.

إذًا أكرر مرة أخرى: إذا كانت الأعراض تحصل مباشرة بعد تقليل الجرعة فهذه هي أعراض انسحابية، ويجب عليك أن تعود لآخر جرعة لم تظهر معها أعراض انسحابية، تثبّتها لفترة من الوقت حتى تختفي هذه الأعراض الانسحابية، ثم بعد ذلك تبدأ بسحب الدواء بسرعة أقل.

أمَّا إذا كانت الأعراض ظهرت بعد فترة من التوقف من الدواء فهذا عودة للاكتئاب ويمكن أن تأخذ دواء اكتئاب آخر، ولكن من وصفك الذي وصفته الترجيح أن هذه هي أعراض انسحابية، لأنها تحصل وأنت لم تتوقف عن الدواء، وحصلت في الفترة الأخيرة من الانسحاب، وهذا شيء طبيعي، فعليك بالرجوع لآخر جرعة كنت تتناولها، وثبّتها لفترة طويلة، ثم ابدأ بالتدرج بسرعة أقل ووتيرة أبطأ، وبعد ذلك إذا عادت أعراض الاكتئاب مرة أخرى فيمكنك كما ذكرتُ لك أن تستعمل الفلوكستين.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً