الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرضت للظلم وأحياناً أتذكر وأغضب

السؤال

السلام عليكم.

تعرضت أنا وزوجتي لظلم كبير، وهضم حقنا، ولم أجد طريقاً للتخلص من الذين ظلمونا إلا أن أتنازل عن حقي المادي، فهم أقوى، وسلطتهم أكبر.

لجأت إلى الله، فهو حسبي ونعم الوكيل، ولكن أحياناً تثور علي ولا تبرد نار الظلم، فكيف أطفئها؟ وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ على حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أخي الكريم- في موقعنا، ونسأل الله يخلفك خيراً مما فقدت، وأن يرزقك الصبر، وأن يكتب لك الأجر، والجواب على ما ذكرت.

- بما أن الذين ظلموك لا تقدر على أخذ حقك منهم، وأجبروك على التنازل، فأنت لم يكن أمامك خيار إلا أن تفعل ما فعلت، والله حسيبك وسينتقم لك ممن ظلمك في الدنيا والآخرة، ولقد أحسنت بتفويض أمرك إلى الله.

- ما يأتي عليك من تذكر ما حدث من ظلم عليك فإن هذا سيذهب عنك بعدة أمور:

منها: الإكثار من قول: حسبنا الله ونعم الوكيل، بنفس راضية مطمئنة بأن الله سيخلفك بخير، وسينتقم ممن ظلمك.

ومنها: الإكثار من قول: إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيرًا منها.

ومنها: أن تعلم أن هذا الحزن في قلبك لن يفيدك بشيء إلا أن تصاب نفسك بالأذى، وتظل متحسراً على ما مضى، وهذا ينافي الصبر واحتساب الأجر عند الله، فإن العبد الصابر ينسى ما حصل ولا يحب أن يتذكره، ويمضي في اسئناف حياته بشكل طبيعي.

ومنها: عليك أن تشغل نفسك بأمور نافعة حتى تصرفك عن التفكير في الأمر، ولك أسوة بغيرك، فأنت كم ترى من الناس وقعت عليهم مظالم، ثم لا يفكرون في الأمر وكأن شيئاً لم يكن.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً