الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل دواء الكيمادرين له تأثير على الأدوية النفسية؟

السؤال

السلام عليكم

من فضلكم، هل دواء الكيمادرين له تأثير على الأدوية النفسية من ناحية الفعالية؟ هل يقلل من مفعولها؟ أشعر أن الأدوية النفسية لم تعد قوية مثل السابق.

شخصني طبيبان بثنائي القطب، والحقيقة أن الكيمادرين ساعدني قليلاً في جلب الراحة والهدوء، لكني أبكي أحياناً بشدة واكتئاب، وأحياناً عندي هيجان وحركة واندفاعية.

أشعر أني تعودت عليه، فهل هو يقلل من فعالية الديباكين والزبركسا؟ وهل هناك طرق لزيادة فعالية الدواء النفسي مثل اوميجا ٣؟

جزيتم خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

عقار (كيمادرين Kemadrin) والذي يُسمَّى (بروسيكليدين Procyclidine) طبعًا يُعطى لعلاج الآثار الجانبية التي قد تُسببها بعض الأدوية النفسية، ومن هذه الآثار الجانبية الانشداد العضلي، أو الحركات اللاإرادية، أو الرجفة، أو الشعور بالتخشب والتلعثم في الكلام.

أخي الكريم: الـ (ديباكين Depakine) والـ (زيبريكسا Zyprexa) لا يُسبِّبان أبدًا هذه الآثار الجانبية، فإذًا في المقام الأول أنت لست في حاجة للكيمادرين، هذا لا بد أن نوضحه لك بصورة جلية.

طبعًا المشكلة أن بعض الناس يتعودون على الكيمادرين، هذه حقيقة لا بد أن نؤكد عليها، والتعود على الكيمادرين ناتج من أن هذا الدواء يعطي أيضًا شعورًا بالارتياح الداخلي، شعوراً بشيء من النشوة البسيطة، لذا قطعًا الإنسان حين يتوقف منه سيفتقده، إذا لم يكن هذا التوقف تدرُّجًا.

بالنسبة لتأثير الكيمادرين أو الـ (أرتين artane) والذي يُسمَّى بالـ (بنزكسول Benzhexol) على فعالية الأدوية النفسية: هذا الأمر دارت حوله الكثير من البحوث، وكان الاتجاه العام أنه ربما يُقلِّل فعالية بعض الأدوية، لكن هذا الكلام أيضًا مشكوك فيه بدرجة كبيرة جدًّا.

إذًا خلاصة الأمر نستطيع أن نقول إن الكيمادرين بجرعة صغيرة ليس له تأثيرات سلبية على مستوى الأدوية النفسية في الدم. هذا من ناحية.

أمَّا بالنسبة لزيادة فعالية الدواء النفسي: الديباكين نفسه يزيد من فعالية الزيبريكسا، وهذا أمرٌ معروف جدًّا، وهذه الخطلة الدوائية ممتازة جدًّا، فلا أعتقد أنك محتاج للـ (أوميجا omega 3) والتي ذُكر أنها ربما تزيد من فعالية بعض الأدوية، لكن لا أراك في حاجة إلى ذلك.

طبعًا – أخي الكريم – بجانب العلاج الدوائي، أنت تعرف أن الحالات مثل ثنائي القطبية تحتاج إلى علاجات تأهيلية، مثل: ممارسة الرياضة، الاعتماد على النوم الليلي المبكّر، تجنب النوم النهاري، تنظيم الوقت، النشاط الاجتماعي، الحرص على الصلوات في وقتها، هذه كلها علاجات مهمة جدًّا، ويجب أن تصطحبها مع العلاجات الدوائية.

بالنسبة لوجود الهيجان والحركة والاندفاعية: طبعًا هذا دليل على أن القطب الانشراحي أو القطب الهوسي في الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية لم يتم التحكم فيه بصورة كاملة، ويمكنك أن تبلِّغ طبيبك بذلك، فقد يُعدِّل لك جرعات الدواء قليلاً، لكن بصفة عامة ممارسة الرياضة والتمارين الاسترخائية أيضًا يمكن أن تمتص هذه الطاقات النفسية السلبية بصورة جيدة جدًّا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً