الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يكفي عقار Indicardin في علاج المرض النفسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أعتذر عن إشغالكم معي، صديقتي حدثتكم عنها وعمرها ١٦ سنة، ذهبت إلى طبيب باطني غير مختص بالنفس، فقال لها إن مشكلتها نفسية ووصف لها دواء Indicardin نصف حبة صباحًا لمدة أسبوع، ولم تستفد غير أنه كان يسبب لها خدران في الوجه وغثيان ، ثم قال لها الطبيب أن تأخذ نصف حبة صباحًا ونصف حبة مساء لمدة أسبوع، ثم توقفه ولم ينفع، وبدأت تأخذ lexotanil 3mg حبة مساء يوميًا لمدة أسبوع، ولم تتحسن أيضًا، وتأخذ دواء للنوم يوميًا، وفي غالب الأيام لا يجري مفعوله فتستيقظ عدة مرات، ويلازمها الأرق، وكانت تأخذ دواء للشهية، فلم يتحسن شيء فأوقفته.

هل تكمل أخذ Indicardin؟ وإذا استمرت في أخذه فما مدى تأثيره وفائدته؟ وهل تكفي الأدوية في العلاج؟ أم لا بد من علاج سلوكي -تذكيرًا بأن أهلها يرفضون الطبيب النفسي- ؟ وما سبب عدم الاستفادة من أغلب الأدوية؟ وفي حالة عدم التحسن فهل أخذ الدواء يؤثر سلبًا؟ وهل هذه الجرعات قليلة ويمكن زيادتها؟

جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماريا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأنت قد تواصلت معنا قبل ثلاثة أشهر بخصوص هذه الصديقة، التي أسأل الله تعالى لها العافية، ومن خلال رسالتك هذه لم يتضح لي ما هو التشخيص الذي وصل إليه الطبيب، فحقيقةً العلاج يكون قائمًا على التشخيص، لا يمكن أن تعالجي شيئًا لم تؤكد تشخيصه، والأدوية التي أعطيت لهذه الفتاة ذكرتِ أنها لم تستفد منها، وقد أزعجني كثيرًا أنها تتناول عقار (lexotanil) بجرعة ثلاثة مليجرام، واللوكستونيل هو الـ (برومازيبام)، وهو ينتمي لمجموعة من الأدوية تُسمَّى (بنزوديزبين) وهو دواء تعودي جدًّا يؤدي إلى الإدمان ولا شك في ذلك.

فهذه الفتاة يمكن أن ترجع إلى الطبيب مرة أخرى، ودعي الطبيب يتواصل مع طبيب نفسي، حتى وإن لم تكن المقابلة مقابلة مباشرة مع الطبيب النفسي، يمكن أن يكون هنالك تواصل من خلال هذا الطبيب، وإن كنت أرى أن هذه الفتاة يجب أن تدخل البيوت من أبوابها، أي: يجب أن تذهب إلى الطبيب النفسي، والأمر حقيقة لا يتطلب أبدًا التستّر أو النكران أو الشعور بالوصمة، تشرح لأهلك بكل وضوح أنها تعاني من الأرق، أنها تعاني من أعراض كثيرة، وهذه الأعراض قد نصحها الطبيب الباطني بأن تذهب وتقابل الطبيب النفسي، الأمر لا يُعالج فقط بالأدوية، وأنا أشرت أن التشخيص لم يتم التوصّل إليه، مع احترامي الشديد جدًّا للطبيب الذي قام بمناظرتها ومقابلتها.

إذًا هذه الفتاة يجب أن تذهب إلى الطبيب، لا تتناول هذه الأدوية بهذه الكيفية، ما هو التشخيص؟ هل هو اكتئاب؟ هل هو ذهان؟ هل هو وسواس؟ هل هو؟ هل هو؟ ... أشياء كثيرة، فلا يمكن أن نعالج الأرق أو فقدان الشهية علاجًا مظهريًا، بمعنى أننا لم نتأكد ما هو الشيء الذي نُعالجه، فأرجو أن تنصحي هذه الفتاة بأن لا تستعمل أي أدوية دون أن يكون هنالك تشخيص، وحين يوضع التشخيص سوف توضع الآليات العلاجية من علاج سلوكي وعلاج نفسي وعلاج اجتماعي وعلاج إسلامي وعلاج دوائي، هذه كلها موجودة ومتوفرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً