الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حصلت لي مواقف نسيان جعلتني أشعر بالخوف.. أفيدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي هي مع النسيان، فقد حصلت معي مواقف جعلتني أشعر بالخوف.

فمثلا عندما كنت أتعلم قيادة السيارة توقفت عند الإشارة وفجأة لفت انتباهي أني قد أعطيت إشارة للالتفاف إلى اليمين، وأنا في انتظار الفرصة المناسبة للالتفاف.

لا أعلم كيف نسيت أني أعطيت إشارة الالتفاف ونسيت إلى أين وجهتي.

حصلت مواقف كهذه مرتين أو ثلاثة، وكأن عقلي توقف عن التفكير لثوان، ثم عاد للعمل.
أيضا سألني أحدهم بعد عودتي من امتحان القيادة، هل قمت بالالتفاف في شارع (كذا) أم استمريت في التقدم، فلم أستطع التذكر أبدًا.

علما أني عشت ٤ سنوات اضطررت للتوقف عن الدراسة والسفر بعيدا عن مجتمعي، وأصبحت أقضي معظم وقتي في التفكير، وفي أحلام اليقظة.

أحاول تحسين نفسي بالقراءة، وتعلم لغات جديدة والتوقف عن أحلام اليقظة، والتركيز قدر المستطاع بعد أن عشت فترة طويلة في حالة كبيرة من التشتت.

هل هناك من تفسير لما حصل معي أثناء القيادة، وما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

كل الذي بك هو نوع من القلق النفسي الذي يؤدي إلى التشتت الذهني، وإلى ضعف الانتباه في بعض الأحيان، وقطعًا المواجهات مثل قيادة السيارة عند التعلُّم أو عند اختبار وامتحان القيادة بعض الناس ترتفع لديهم درجة القلق، ويُعرف أن القلق قد يجعل الإنسان في حالة من التحفُّز الشديد، وهذا طبعًا يُمثِّلُ ضغطًا نفسيًّا، ممَّا قد يجعل الإنسان تصدر منه بعض الأخطاء الناتجة من التشتت الذهني، بمعنى أن الدماغ لا يستطيع السيطرة الكاملة على الجسد، فقد تحصل أخطاء هنا وهناك، وهذا هو الذي حدث لك، وهذا هو التفسير العلمي الصحيح.

هذه العلة ليست بمرض حقيقي أبدًا، القلق يمكن أن نستفيد منه، والذي لا يقلق لا ينجح، فأنت مطالبة الآن أن توجّهي قلقك هذا التوجيه الصحيح، وتُقلِّلي من أحلام اليقظة، وهذا يحدث من خلال حُسن إدارة الوقت، ضعي لنفسك جدولا يوميا، ويجب أن يبدأ بالنوم الليلي المبكّر، هذه أفضل طريقة لحُسن إدارة الوقت ولتحسين التركيز، والإحساس بالراحة النفسية.

النوم الليلي المبكّر، الاستيقاظ المبكّر، أداء صلاة الفجر، وبعدها يبدأ الإنسان يومه، في الصباح يكون التركيز أفضل والبكور فيه خيرٌ كثيرٌ جدًّا للإنسان، وبعد ذلك تقومي مثلاً ببعض التمارين الرياضية الإحمائية، بعد أن تؤدي أذكار الصباح ووردك القرآني الصباحي تقومي بالتمارين الرياضية، مهمّة جدًّا، لتُحسِّين التركيز.

وبعد ذلك تقومين بما هو ضروري بالنسبة لك، ولا بد أن يشمل جدولك اليومي ممارسة رياضة أيضًا، القراءة، الاطلاع، إجراء تمارين استرخائية – تمارين التنفس المتدرجة – مهمّة جدًّا، ولدينا استشارة في إسلام ويب رقمها (2136015)، يمكنك الاستعانة بها للإلمام ببعض التطبيقات المهمة في تمارين الاسترخاء، وتوجد أيضًا برامج كثيرة على الإنترنت توضح كيفية هذه التمارين.

ولا بد أن تنظري للحاضر بقوة وللمستقبل بأمل ورجاء، هذا يُحسِّن الدافعية تمامًا عند الإنسان.

أحلام اليقظة دائمًا تملأ الفراغات الذهنية، خاصة عند الشخص الذي لا يُدير وقته بصورة صحيحة، أو ليس له جدول أسبقيات في إدارة وقته، فيا أختي الكريمة: أنت الآن في مرحلة نضوج وإدراك حقيقية، فيجب أن تُحددي مهامك اليومية، تطلُّعاتك المستقبلية، ونظرتك الإيجابية نحو الحياة.

هذه هي نصيحتي لك، وسيكون أيضًا من الجميل جدًّا إذا تناولت أحد مضادات القلق الجيدة والسهلة وغير الإدمانية، عقار مثل الـ (سبرالكس) سيكون ممتازًا جدًّا، ويُسمَّى علميًا (استالوبرام)، أنت تحتاجين له بجرعة صغيرة، تبدئي بخمسة مليجرام يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها حبة واحدة (عشرة مليجرام) يوميًا لمدة شهرين، ثم خمسة مليجرام – أي نصف حبة – يوميًا لمدة شهرٍ، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.

كما ذكرتُ لك السبرالكس سليم وفاعل، وغير إدماني، ولا يؤثّر على الهرمونات النسائية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً