الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية تربية الطفل اليتيم؟

السؤال

السلام عليكم..

أهل زوجي يسكنون معي في البيت، وهم متبنين بنتا عمرها 3 سنوات، لكنها كثيرة الحركة، لا تجلس، والمشكلة أنهم يدللونها كثيراً، ولا يقولون لها الصحيح من الخطأ، وهي الصغيرة تتحكم فيهم وتمشيهم على مزاجها، وأنا متضايقة، لأنها عندما تأتي عندي تكون شقية جداً، وتكسر الأشياء، وتدخل علينا في غرفة النوم من غير استئذان ولا حياء، وأهل زوجي يغضبون علي عندما أقول لهم شيئاً عنها، أو أنزلها أسفل عندما أتضايق منها، أي أحد يراها يتضايق من شقاوتها، وهم السبب؛ لأنهم ربوها على الدلال الزائد، ويلبون لها كل طلباتها، حتى لو كانت خطأ، وأنا عندي بنت عمرها 11 شهر وخائفة أن تتعلم منها، بعد ذلك حتى لو ربيت ابنتي تربية جيدة فسوف تتعلم منها أشياء، علماً بأننا نسكن في نفس البيت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Nunnah حفظها الله
السلام عليكم ورحمة وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يصلح لنا ولك النية والذرية.

لا يخفى على أمثالك تحريم الإسلام لمسألة التبني وحرص الإسلام على أن ينسب الإنسان لأبويه الحقيقيين قال تعالى: (( ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ ))[الأحزاب:5] لأن في ذلك حفظا للحقوق وصيانة للحرمان ورفعا للملامة والإحراجات، وطاعة لرب الأرض والسماوات.

أما إذا رغب الإنسان في تربية طفل يحتاج إلى الرعاية ليتمه أو فقره وحاجته، فلابد أن يكون ذلك مسجلاً في الدوائر الرسمية حتى تحفظ الحقوق وتصان الحرمات مستقبلاً، ومن الضروري أن ينسب إلى أبيه الحقيقي، وعندما يبلغ الطفل مبلغ الرجال، أو تصل الأنثى إلى مرحلة الأمومة فلابد من رعاية أحكام الشريعة في التعامل وذلك بعزل الذكر عن الإناث وإبعاد الأنثى عن مواطن الرجال.

ومهما كانت حاجة الطفلة المذكورة فإن قمة الإحسان لها وأداء الأمانة يكون بحسن تأديبها وبالحرص على تربيتها على آداب هذا الدين الذي شرفنا الله به، أما تربيتها على الدلال وسوء الأدب مع النساء والرجال فذاك مما يغضب الله صاحب العظمة والجلال، وينذر بسوء العاقبة للأجيال، وأرجو أن يتولى زوجك توجيه هذه الطفلة وتنبيه أهله، ولا تقصري أنت أيضاً في نصحها وحسن توجيهها مع ضرورة ملاطفتها في بعض الأحيان.

وأرجو أن لا تجعليها مادة للحديث اليومي مع أهل زوجك، وحاولي صيانة بيتك وبنتك من تصرفاتها مع عدم التوقف من محاولات الإصلاح، فإن الله يثيبك على ذلك ويصلح لك ذريتك بصدقك في إصلاح أطفال الآخرين وبطاعتك لله رب العالمين.

ولا أظن أن الأثر سوف يكون كبيراً خاصة مع حرصك الشديد، ونسأل الله أن يزيدك حرصاً وتوفيقاً، كما أن فارق العمر بينهما كبير، وبعد مدة يسيرة سوف تدخل هذه الطفلة إلى المدرسة وسوف تنشغل عنكم ويومها سوف يعرف أولئك المقصرون أول الثمار المرة للدلال الزائد.

وأرجو أن تتعاملي بالحكمة مع الموقف حرصاً على علاقتك بزوجك وأسرته.


ونسأل الله أن يغفر ذنبك وأن يستر عليك وأن يصلح لك بنتك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات