الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التنمر والعنصرية بسبب لون بشرتي!

السؤال

السلام عليكم.

تعرضت للتنمر في المكتب وفي الشارع بقصد أو بغير قصد؛ بسبب أن وجهي أسمر، وبشرتي سمراء، وكلمة (عبد صخل) لا تفارق لسانهم، علماً بأن بشرتي كانت أفتح من الآن بكثير، هل يحق لي استخدام المبيضات؟ وهل نحن نحاسب كما يحاسب أبيض البشرة ذا الخلق والقرآن؟

السؤال التالي: كيف التعامل مع الفاسدين في العمل بأخذ كراميات، هل تكتفي بالسكوت، أو تخبر مسؤولك لكن بسرية؟ وأيضا إذا كان شخص من شركة، أخرى يفعل هذا، هل ترسل له تقريرا مجهول الهوية، أو السكوت أفضل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك أخي الكريم وردا على استشارتك أقول:
إن كل خلق الله حسن، ولا يجوز لمسلم أن يعيب أخاه المسلم؛ بسبب لون بشرته لأن ذلك يعد من المحرمات، ففي الحديث أن أبا ذر عير خادمه بقوله: يا ابن السوداء فقال عليه الصلاة والسلام لأبي ذر: إنك امرؤ فيك جاهلية أعيرته بأمه؟

لا فرق عند الله بين الأسود والأبيض، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (الناس سواسية كأسنان المشط لا فرق بين أسود وأبيض)، والصور ليست هي محل نظر الله تعالى بل محل نظره سبحانه القلوب ففي الحديث: (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم).

الفارق بين الناس بالتقوى كما قال عليه الصلاة والسلام: (لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى).

هؤلاء الذين يعيرونك جهال والتعامل معهم يكون بعدم الاكتراث بما يقولون كما هي أخلاق المؤمنين يقول تعالى في ذلك: (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما).
الأسود والأبيض مكلفان بالطاعات، ومنهيون عن ارتكاب الآثام، وعلى ذلك فالجميع محاسب على الخير والشر.

استخدام المبيضات جائز شريطة ألا يكون من وراء استعمالها ضرر، ولا يتسبب بتشويه الصورة، أو يصبح الوجه أبيض، وبقية الجسد أسود، فذلك أمر منفر بخلاف ما لو كان الجسد متناسقا في اللون.

القاعدة أن من رأى منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان، والتبليغ عن الشخص المرتشي مشروع ما لم يكن فيه ضرر على المبلغ لا يحتمله؛ فإن كانت هنالك سرية عن المبلغين فيتوجب التبليغ، وسواء كان ذلك في المؤسسة التي يعمل بها أو كان المرتشي في مؤسسة أخرى.

نسعد بتواصلك ونسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات