الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحببت فتاة وأخاف من غضب الله.

السؤال

لديّ مشكلة هي: أني أحببت فتاة في أيام المدرسة الإعدادية، وبحكم البيئة التي تربيت فيها؛ لم أستطع أن أكلمها، وللآن ما زالت هذه الفتاة في عقلي؛ حتى حاولت أن أنساها لكن دون فائدة، وقبل فترة وجدت حسابًا لها في مواقع التواصل، حاولت مراسلتها لكن خفت من أن أفعل شيئاً لا يرضي الله عني، وأطلب منكم، أن تجدوا لي حلاً؛ لأني تعبت من التفكير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد القادر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلا ومرحباً بك بني العزيز: عبد القادر

بداية، أود أنّ أُحييّ فيك هذا الالتزام والأخلاق النبيلة، والحياء الذي يبشر خيراً.

وما تمر به هو شعور فطري طبيعي، والميل القلبي، والتعلق الذي لا دخل للإنسان فيه، ولا إرادة؛ فهذا لا يؤاخذ عليه الإنسان، والحب الذي يكون في القلب، ولا يؤدي إلى أي تصرف محرم، وجاء رغمًا عن الإنسان؛ فهذا ليس حرامًا، ولكن لا ينبغي أن يتحول إلى مشاعر، وكلام ومراسلات؛ فهذا هو المحذور شرعًا.

ولا يخفى عليك أنك في مرحلة بداية الرجولة والشباب، وهذه المرحلة يتحول فيها الإنسان من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرجولة، ويكون الداعي قوياً لديه للبحث عن شريكة عمره، ولذلك تجد هناك ميلاً شديداً للفتيات من قِبل الشباب، والعكس صحيح.

والشاب قد يرى فتاة فيعجب بها، وقد يظل متعلقاً بها لسنوات، ولكن يشاء الله سبحانه وتعالى أن لا تكون من نصيبه، وعليك أنّ تتوقع أنّ من الممكن أن الفتاة قد تزوجت بعد المرحلة الثانوية، فغالباً تتزوج الفتيات قبل الشباب، وأنت الآن مازلت في بداية مشوار حياتك المهنية، وأنه ليس لديك المال الكافي للزواج، وما زلت تكون نفسك.

كما أحييّ فيك حرصك، وتعففك عن إنشاء علاقة مع هذه الفتاة، أو التواصل معها عبر مواقع التواصل، ونحو ذلك مما يفعله بعض الشباب هو عين الصواب، وهذا من بركة التدين الذي أنت عليه، نسأل الله تعالى أن يزيدك هدىً وصلاحًا وخيراً ورزقاً وفيرا.

واعلم أنه كلما كان الشاب المسلم يقصد العفاف في زواجه، فإن الله يفتح عليه من الخيرات، ويعينه في الوصول إلى مقصوده، وهذا ما أكده رسولنا الكريم في قوله :"ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف" رواه الترمذي.

ويمكنك أنّ تسأل عن هذه الفتاة عبر محارمك من الفتيات كيف هي أخلاقها، وهل هي ملتزمة؟

ولا مانع أن تدعو الله عز وجل، أن يجعلها من نصيبك؛ إن كانت خيرًا لك، وأن تسأل الله تعالى أن يمنَّ عليك بزوجة صالحة، والمسافة ليست أمامك طويلة.

ومن الملاحظ أن الشاب إذا شُغل بمثل هذا الأمر؛ فإنه قد يتأثر ويقل تركيزه؛ لأنه يصبح مشتتاً، لذا ابذل جهدك لتحقيق الاستقرار المادي، لديك وأن تتفرغ لعملك وتتطور فيه.

ومن المفيد لك التفكير، والتخطيط في ما تطمح للوصول إليه، ومن المفيد جعل رؤيتك في جميع مجالات الحياة مفعلة قدر الإمكان، والمسار المهني، والمكان الذي تريد أن تعيش فيه وهواياتك وحتى العلاقات، كلما ضمنت تفاصيل أكثر.

تطوير الذات الخاصة بك، والتفكير في المهارات التي تحتاج لتطويرها في عملك الحاضر.
واختار الصحبة الصالحة التي يمكنها أن تعينك على نفسك، وحاول ملء أوقاتك بما ينفعك، في الدنيا والآخرة، ومارس شيئًا من الرياضة، فهي تساعدك على إعادة النشاط والحيوية، والمحافظة على اللياقة البدنية، والوقاية من المشكلات الصحية، وتذكر ما قاله لنا رسولنا الأكرم في حديثه: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف".

داوم على أداء الصلاة في أوقاتها، فهي نور الحياة.

وفقك الله لما يحب ويرضاه.

يمكنك معاودة الكتابة إلينا إن احتجت لذلك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً