الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع زوجات إخوة زوجي، وقد احترت في أمرهن!

السؤال

السلام عليكم.

أسكن في بناية مع اثنين من إخوة زوجي، فهم متزوجون من أخوات منذ سنة تقريبا، المشاكل تتكرر بين فترة قصيرة وأخرى على كل صغيرة وكبيرة، فإذا حصل غضب مع إحدى الأختين لحقتها الأخرى بالوقوف لجانبها، وكذلك أزواجهن، وزوجي يخاف على علاقته بإخوته، ويقول دائما بأن علينا السكوت والتجاوز في كل مشكلة، بعكسهم فهم يطالبون دائما بالاعتذار، فكيف أتصرف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ نرجس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نًرحب بك أجمل ترحيب.

نسمع كثيراً عن خلافات بين الأشقاء وتصدعات في العلاقات الأسرية سببها في معظم الأحيان زوجات هؤلاء الأشقاء، واللاتي يكن مصدر الشرارة الأولى لهذا الخلاف، وتنشب المشاكل، وتحدث القطيعة لأيام وشهور وقد تصل إلى سنين، لذا على الرجل أن يتعامل مع هذه الأمور بحكمة وعقلانية، وأن يكون متوازناً بين زوجته وإخوته، فلا يقف مع طرف ضد آخر، لكي يحافظ على صلة الرحم ولا يفقد أيا منهم.

وكما نرى أيضاً أن بعض الزوجات تساهم بطريقة مباشرة في توتر العلاقة بين الإخوة، وتزيد من التفكيك والقطيعة بين الإخوة من خلال التأثير على زوجها وجعله يبني قراراته على أقوالها من دون تحكيم العقل، فتنشر الخلافات عبر الإفتراءات.

ولا بد من التأكيد على أن للأخ في الشرع الكثير من الحقوق المادية والمعنوية كالصلة، والدعاء، والتغافل عن الزلات، وحسن المعاشرة، وتقديم النصح له، ومشاركته في الأفراح والأتراح، وبره والإحسان إليه.

غاليتي نرجس: أخبرتنا أن زوجك قال لك: " علينا السكوت والتجاوز في كل مشكلة" أرى أن كلامه عين العقل والصواب، فلا يمكن قطع العلاقات بينكم وأنتم جيران تقطنون في نفس المبنى، ولكن يمكنك حماية نفسك من تصرفاتهن بأن تتجنبي المواجهات معهن وهذا ليس ضعفا، ولكن حماية لك ولأسرتك من المشاكل، كوني حكيمة في التعامل معهن، ولا تعطيهن الأسباب لحدوث أي خلاف بينكم، وعدم السماح لهن بالتدخل في أدق تفاصيل الحياة الخاصة، واعملي على تقوية علاقاتك مع الآخرين، ولا تجعلي وجودهن يعكر عليك حياتك.

استخدمي سلاح المودة والمحبة، الذي يعد الأقوى لكسب الآخرين، فالطريقة المثلى للتعامل مع السلفات هي كسب محبتهن بأبسط الأساليب، حتى وإن كانت عن طريق الابتسامة الصادقة من القلب.

وأنصحك بأن تحافظي على خصوصيتك مع زوجك، وأبنائك، وأن تحرصي على الاهتمام بهم في بيتك، فالتعامل أمامهن بحميمية ورومانسية قد يجعلهن يشعرن بالغيرة تجاهك، وبالتالي تغرس في قلوبهن مشاعر الغيرة والكره دون أن تدرين.

والمهم أن تكوني ذكية أمام زوجك، ولا تكوني على تنافس مع سلافاتك فهذا أكثر راحة ومنفعة لك ولأسرتك، وتغاضي وتغافلي عن أي قول لا يعجبك، وتقربي من زوجك ولا تكثري من الشكوى، فقد قال أحد الأئمة تسعة أعشار حسن الخلق التغافل والتغاضي ويعني التغابي و(التطنيش)، لذا لا تهتمي لما يصدر منهن ولا تقارني نفسك بهن، وتعلمي ما الذي يعود عليك بالمنفعة وافعليه.

وفقك الله لما يحب ويرضاه.
يمكنك معاودة التواصل معنا إن احتجت لذلك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً