الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أنني بعيدة عن ربي رغم كل محاولاتي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا فتاة بعمر 17 سنة ونصف، لم تكن بداية مراهقتي كباقي الفتيات فقد كنت شديدة الالتزام، حريصة على أداء كل الفرائض وحتى السنن والنوافل والمستحبات ما استطعت، فكنت أحس بالقرب من الله سبحانه وتعالى، وأنه عز وجل يحبني وييسر لي الأمور كيفما كانت، وقد كنت سعيدة وشاكرة لذلك.

قبل سنتين تقريباً تغيرت الأمور فجأة، فمثلاً لم أعد أستطيع تأدية صلاة الفجر في وقتها إلا نادراً، انقطعت عن تأدية صلاة الضحى والشفع والوتر التي كنت شديدة الحرص عليها.

أصبح عدم هجر القرآن الكريم تحدياً حقيقياً بالنسبة لي، ولكم أحس بالألم والتقصير الشديدين عند التفكير في ذلك، فقدت اتصالي بالله، وبالتالي عدت تائهة بغير هدى.

أحس أن الله سبحانه وتعالى لا يحبني، ويأبى الاستجابة لدعائي، حتى صلاتي أصبحت لا أحس بها، فأنا غالباً شاردة مهما تجنبت ذلك، حاولت إصلاح ذلك بكل الطرق التي أعرفها كاستحضار الله عز وجل في كل مكان وزمان، تخصيص مكان للصلاة للابتعاد عن كل الملهيات، التكثير من الاستغفار، لكن أحس أن كل مجهوداتي تذهب سداً.

لم يتوقف الأمر هنا حيث بدأت أحس أن كل مناحي حياتي تنجرف للأسوأ؛ دراستي، علاقاتي بالناس، ثقتي في نفسي.

لذلك أرجو منكم نصحي ومساعدتي، فوالله ما أنا براضية على حالتي هذه، بل أتحسر عليها كل يوم، كما أنني أكتب هذه السطور والدمع في عيني.

في انتظار إجابتكم في أقرب وقت إن شاء الله. أعانكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جهاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك أختنا الكريمة، ونسأل الله أن يصلح حالك، وأن ييسر أمرك، والجواب على ما ذكرت:

- بداية عدم الرضا عن الحال التي وصلت عليها، وحرصك على الاستقامة، والرغبة في ذلك، كل هذا علامة خير، ويدل على أنك ستعودين إلى ما كنت عليه، بل وأفضل من ذلك إن شاء الله، فأبشري بخير.

- كل ما يحدث للإنسان من انحراف عن الصراط المستقيم، أو تقصير في طاعة الله، فلا شك أن لذلك سبباً، فابحثي عن السبب الذي جعلك في هذه الحال، هل هو التهاون في الطاعات؟ هل هو عقوق الوالدين؟ هل هي ذنوب الخلوات والنظر إلى ما حرم الله والرفقة السيئة؟ هل هو الإعجاب بالعمل الصالح الذي كنت عليه؟ هل أنت مصابة بمرض العين؟ هل تعانين من قلق ومشكلات؟ ونحو ذلك من الأسباب، فالبحث في الأسباب جزء من الحل، لأنه على ضوء ذلك تتم المعالجة لحالك.

النصيحة العامة التي أحب أن أتحفك بها تكمن في الآتي:
-الإقرار بذنبك بين يدي الله، وسرعة التوبة إلى الله، والإكثار من الاستغفار.

- الدعاء بالتوفيق والصلاح والثبات على الدين.
- مجالسة الصالحات والالتحاق بحلقات العلم الشرعي.
- إحسان الظن بالله وأنه يقبل من جاء إليه تائباً، والاستعانة به على الهداية، فأكثري من قول: لاحول ولا قوة إلا بالله، ولا تيأسي من رحمة الله، فالذي وفقك في الماضي قادر على أن يصلح حالك.

- حافظي على صلاة الفريضة ابتداء حتى تعتاد نفسك الطاعة مرة أخرى، ثم حافظي على النوافل تدريجياً.
-أكثري من ذكر الله تعالى وقراءة القرآن الكريم، وحافظي على قراءة أذكار الصباح والمساء.
- أشغلي نفسك بعمل فيه نفع للآخرين، كإعانة الوالدة في البيت، وصلة الرحم، والعمل الطوعي في جهة خيرية.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً