الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كنت على معرفة بشاب ثم تقدم لخطبة أختي، ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم..

كنت على معرفة بشاب منذ 8 سنوات، ولم يصرح بحبه لي من اتجاهه، لكني في ذاك الوقت أحببته، وبعد أشهر انفصلنا، وتقدم الشاب لخطبة أختي بعد هذه الفترة، عند سؤال أهلي لي أخبرتهم أن لا مشكلة لدي، وأني لا أشعر بشيء اتجاهه، لكني بيني وبين نفسي أشعر بالإحراج، ولا أعرف حقيقة مشاعري، وأختي سترفض العريس بسبب هذا الموضوع، هل أشجعها للموافقة أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً ومرحباً بك.

بنيتي الحبيبة ريم: لقد ذكرت بأنك كنت على علاقة منذ 8 سنوات، أحببته ولكن هو لا يكن لك أي مشاعر، سؤالي لك ما نوع العلاقة التي كانت بينكما؟ هل هي صداقة؟ هل هو يعلم بالمشاعر التي تكنينها له بشيء؟ وكنت أتمنى لو توسعت أكثر في المعلومات بما يخص هذه العلاقة حتى تكون الإجابة بشكل أدق.

عموماً: إن ما تكنين له من مشاعر هي من طرف واحد، وكما أن هذه المشاعر هي ليست حباً بل إعجاباً، لأن الحب -يا بنيتي- يُبنى على معرفة الشخص بالآخر بشكل وثيق، بالإضافة إلى معاملته الخاصة معك الناتجة عن شعوره الخاص وهذا ما تفتقدينه معه، وأنصحك أن تنسي أمره وأن تلتفتي لمستقبلك ولحياتك، فأنت ما زلت في مقتبل العمر وحتماً ستلتقين بالزوج المناسب.

بالنسبة لأختك: فأرى أن تتركيها تختار هي مستقبلها دون أن تقنعيها بأمره ودون أن تخبريها بشيء، خاصة أن المشاعر هي من طرف واحد، فإخبارك لها يوتر العلاقة بينك وبينها، لذا كوني على الحياد إلا إذا استشارتك، ولا تخافي عليها، فالخطوبة هي فترة تعارف واختبار، وإن وجدت معايير الزوج المناسب موجودة عنده فحتماً ستكمل وإلا ظهر عكس ذلك.

نظمي حياتك، وأعطي كل ذي حق حقه، كما قال لنا رسولنا صلى الله عليه وسلم: "إن لربك عليك حقًا، وإن لبدنك عليك حقًا، وإن لزورك عليك حقًا"، فلا تجعلي شغلك الشاغل في التفكير بالماضي، فالحياة تحتاج إلى المرونة في التفكير، والتعامل مع المستجدات بروح الصبر، فكل ما تفعلينه وتقولينه يعبر عن مدى ثقتك بنفسك وحبك لذاتك ورضاك عن نفسك، والرضا بما أنعم الله عليك من نعم، فكوني فتاة مميزة واثقة ومعتزة بدينها وبنفسها، وطوري نفسك لكي ترتقي وتتميزي في علمك وعملك، من خلال المشاركة بالدورات التي تعنى بتطوير الذات والتخطيط للقيام بمشاريع مميزة تخدم أرضكم الحبيبة.

آخر ما أقول لك: تقربي من الله بالطاعات من صلاة وصوم، وأكثري من الدعاء، وكوني صاحبة ابتسامة مشرقة ونظرة متفائلة للحياة.

تمنياتي لك بالتميز والرضا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر مريم

    الله مستعان

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً