الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زادت علي الهموم وصرت أفكر في الموت كثيراً.

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب بعمر ٢٤ سنة، منذ سنتين تقريباً زادت علي الهموم، والمشاكل مع الصديق والحبيب والدراسة، لم أعد أحتمل تلك الهموم والتفكير الملازم لي طول اليوم.

في يوم من الأيام شعرت وكأن جبال الدنيا فوق صدري، وبدأت نفسي تضيق لدرجة لم أقدر على البقاء جالساً في الغرفة، وقلت لأخي يبدو أنها ساعتي، ثم أتت أمي وبدأت أنا بالبكاء، ثم أصبح نفسي سريعاً، وتشنج جسمي بالكامل.

ذهبت للطوارئ، وقالوا لي: إني سليم، تحسنت لفترة، وبعدها زادت المشاكل والتفكير، والأرق لم يفارقني بسبب التفكير والخوف من المستقبل.

منذ ٦ أشهر تقريباً بدأت أخاف الموت والتفكير بشكل كبير في كل لحظة أنتظره، ويزداد هذا التفكير في الليل مع الشعور بالألم في صدري، ونغزات خفيفة وضيق في التنفس، وأحياناً أشعر بتشنج حلقي مع رقبتي وكتفي الأيسر.

أجريت كل الفحوصات اللازمة -ولله الحمد- لا يوجد مشاكل، لكن بقي يلازمني التفكير بالموت في كل لحظة، لو اتصل صديق أقول يبدو أنه يودعني، لو قالت لي أمي: انتبه لنفسك، أفسرها وداعاً، لو اتفقت على موعد أقول لن أعيش لذلك اليوم، وعلى هذا المنوال، أفسر كل كلمة بوفاتي أو أحد أحبتي.

لدرجة أني أصبحت أفكر بالكلام قبل أن أنطقه، خوفاً من نفسي أن أفسره أو أربطه بالموت، لا أعلم هل الموضوع نفسي أم أنا مصاب بالعين والحسد؟!

علماً أني قللت كمية التدخين بشكل كبير، أنا مؤمن بقضاء الله وقدره، ولكن التفكير بالموت أمر مخيف، أرجو منكم المساعدة في أسرع وقت، والله لم أعد أحتمل حالتي، ذهبت لطبيب نفسي ووبخني، مع أني بكيت وأنا أشتكي له، لم أكن هكذا من قبل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ منتصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني من قلق وتوتر واضح، وهذا القلق أصبح في شكل مخاوف وسواسية من الموت، وهذه معاناة حقيقية ومرض، فالذي تعاني منه هو اضطراب نفسي أخي الكريم، فلا أدري هل فعلاً ذهبت إلى طبيب نفسي أم إلى شخص آخر، لأن أي طبيب نفسي حتى ولو كان مُبتدئًا بشرحك هذا يعلم ما تعانيه، وأنك تعاني معاناة حقيقية، فلا يمكن أبدًا أن يُوبِّخك أي طبيب نفسي حين يستمع منك، بل بالعكس يجب أن يستمع إليك ويقف بجانبك.

أنت - أخي الكريم - تحتاج للمساعدة فعلاً، وتحتاج إلى علاج، لأن هذا الشيء أصبح مصدرًا للقلق وللتوتر المستمر، وهذا طبعًا حقيقة يُؤثّر في حياتك، حتى ولو كان بعدم الاستمتاع بالحياة كما ذكرت أخي الكريم.

تحتاج إلى علاج لحالتك هذه أخي الكريم، ولعلَّ أفضل دواء هو ما يُعرف بالـ (باروكستين) أو (زيروكسات) عشرين مليجرامًا، ابدأ بنصف حبة ليلاً لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وعليك بالانتظار لفترة ستة أسابيع إلى شهرين حتى تبدأ هذه الأعراض في الاختفاء والزوال، وبعد ذلك استمر في العلاج لفترة لا تقل عن ستة أشهر، ثم اسحبه بالتدرُّج، بسحب ربع الجرعة كل أسبوع، حتى تتوقف منه تمامًا.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً