الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحل مشكلة عدم التركيز والسرحان؟

السؤال

السلام عليكم.

عندي مشكلة، وهي تؤثر عليّ في حياتي، في البيت وفي العمل ومع الأصدقاء، وهي: عدم الحضور في الحاضر، وعدم التركيز في اللحظة الحالية، دائماً يصيبني السرحان، فأنا أتخيل أني لاعب مشهور، وأتخيل وأنا أحقق الأهداف والناس تشجعني، وأتخيل أن أمي توفيت وأني حزين والناس ترى أن حالتي متدهورة دائماً، وأتخيل الناس وهي تشجعني، وترى أني متميز في كل شيء، لجأت للإباحية لأنها تشعرني بالواقع صرت مدمناً لها.

أصبح عندي رهاب إجتماعي، ولا أستطيع الكلام أمام الناس حتى أهلي، وأتجنب أي لقاء مع الأصدقاء؛ لأنني أرى أني ضعيف، ولا أستطيع مشاركتهم، ودائماً دماغي مشغول بمحاولة إثبات نفسي أمام الناس، لكن في الواقع أرى أني أقلهم، أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Eid حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيما يلي مجموعة من الارشادات العملية، التي سوف تساعدك بمشيئة الله:

بالنسبة للتخيلات: عليك بملء وقتك، وعدم إفساح المجال للفراغ، ويفضل في البداية أن تضح برنامجاً زمنياً تتبعه بشكل يومي.

- الحديث الذاتي: اطرح على نفسك أسئلة وقم بالإجابة عنها. مثل: لماذا أتخيل أن أمي توفيت وهي بجانبي؟ هل أنا لاعب مشهور؟ لا أنا مهندس. اطرح أسئلة على كل حالة تتخيل فيها أشياء غير واقعية، وقم بالإجابة الفورية عن هذه الأسئلة.

- إذا لم تتخلص من حالة "التحيل" حتى بعد استخدام الاستراتيجيتين السابقتين لمدة ٢١ يوماً، عليك مراجعة طبيب نفسي ليتابع حالتك.

بالنسبة للرهاب الاجتماعي: تواصل وتفاعل اجتماعياً مع الناس على اختلاف تفكيرهم، وليس بالضرورة أن تتبنى هذا الفكر أو ذاك، إذا جلست مع مجموعة "لا تشبهك"، ولكن هذا التفاعل يجعلك أكثر اطلاعاً وخبرة في معظم نواحي الحياة ويوسع من مداركك وتصبح أكثر صلابة في مواجهة المشكلات.

- ابحث في ذاتك عن نقاط قوتك، ولا تبحث فقط عن نقاط ضعفك، وحاول استغلال نقاط القوة وتوسعة مجالاتها، فهذا سيجعلك شخصا اجتماعيا وأكثر تفاعلاً وكفاءة.

- اصغ جيداً لمن يتكلم معك، ولا تقاطعه، وتوصيل الفكرة المناسبة يجب أن يتم في الوقت المناسب وإلا ضاعت قيمة الفكرة. وأثناء إصغائك لحديث شخص ما، عليك أن تبدي اهتماماً لما يقوله، واحرص على التواصل بصرياً معه. وقم بتلخيص النقاط الجوهرية في دماغك لكي تتمكن من الرد عليه بطريقة مباشرة تُحاكي صلب الموضوع، وهذا يجنبك الدخول في دائرة التشويش، أو نسيان ما قاله ذلك الشخص.

- الاطلاع على ثقافات متنوعة، ومتابعة مجريات الأحداث في العالم.

-  عندما تتكلم، نظم أفكارك الرئيسية التي يجب أن تتحدث عنها، ولا تخرج من موضوع إلى موضوع آخر، إلا بعدما تشعر أن الموضوع الأول قد انتهى فعلاً.

- اتبع طريقة "التدريب الذاتي" من خلال تخيل أنك تريد الحديث مع مجموعة عن أمر ما، ثم قم بتسجيل فيديو قصير على هاتفك، ثم شاهد هذا الفيديو، واحصر أخطاءك، قد تقول: يفترض أن أقول كذا وكذا، أو لقد كنت متوتراً جداً أثناء الحديث، وعلي أن أسترخي، احتفظ بالفيديو، وسجل واحداً آخر بحيث تتلافى الأخطاء التي حدثت في الفيديو الأول، استخدم هذه الاستراتيجية يومياً حتى تشعر أنك أصبحت بالفعل تتكلم بثقة أكثر.

بالنسبة لإدمان الإباحية: أهم خطوة لاستعادة السيطرة على حياتك هي: أن تعطي دماغك استراحة من كل المثيرات الجنسية الصناعية لمدة عدة أشهر. ويشمل ذلك الخيالات الجنسية، الصور والفيديوهات الساخنة، تصفح الفيسبوك واليوتيوب من أجل مشاهدة صور أشخاص.

- تذكر: أن الدماغ المعتاد على الإباحية لن يستسلم للإقلاع بسهولة، وسيبحث عن أي مؤثرات، ومعنى ذلك أن المدمن على الإباحية سيعاني بشدة في هذه الفترة، لأن دماغه يقاوم التغيير الذي يريده، لكن من أجل تحقيق حريتك والتحكم في حياتك وأولوياتك، فإنه ينبغي عليك ألا تستسلم لهذه المؤثرات، واصمد بقوة أمام هذه الخواطر حتى تنتصر على إدمانك أخيرًا.

- لا تدخل على مواقع الكترونية تبث الأفلام الإباحية، واحذف التطبيقات التي كنت تدخل عليها لتشاهد مثل هذه الأفلام. واحذف من جهازك أي أفلام أو صور تم حفظها.

- ابدأ من اليوم بالتوقف عن النظر للأفلام الإباحية، وممارسة العادة السرية لمدة ٢١ يوما متتالية دون انقطاع، وإذا حدث انتكاس، لا تيأس، ارجع وكرر ٢١ يوما أخرى، وهكذا، المهم أن تباعد بين مرات الممارسة في كل مرة، وتدريجياً سوف تُقلع عنها.

وبعد أن تنجح في الخطوة السابقة، استمر بالانقطاع عن الممارسة لمدة (٩٠ يوماً). وإذا شعرت أن عزيمتك ضعفت وبدأ الشيطان يوسوس لك بفتح الموبايل لمشاهدة الأفلام الإباحية أو الصور، أو شعرت أنك بحاجة ماسة لممارسة العادة السرية، قم بعمل شيء يتناقض مع هذا الفعل، مثل: الاستحمام، ممارسة الرياضة، قراءة القرآن، الصلاة، ممارسة هواية مفيدة، الدراسة.

- إن الإصرار على تحقيق الهدف في الخطوة السابقة وهو "التوقف ما يقل عن ثلاثة أشهر متتالية" هو أهم خطوة طوال رحلة العلاج، "لأن خاطرة (أريد أن أشاهد فيلمًا إباحيًا الآن) ستأتي مرارًا إلى ذهنك، وكلما ازدادت الفترة الزمنية لإقلاعك عن الإباحية كلما قلّ تكرار ورود هذه الخاطرة إلى ذهنك حتى تختفي وتنتهي من ذهنك تمامًا.

- وثّق نجاحك بشكل يومي على رزنامة، ضع علامة صح على كل يوم مر دون النظر لصور إباحية أو ممارسة العادة السرية.

- احرص أن تكون دائماً على وضوء، والتزم بأداء الصلوات في وقتها، فهذا ينظم حياتك، ويجعلك أكثر حرصاً على طهارة النفس والجسد.

- لا تذهب إلى السرير، إلا وأنت في غاية النعاس، ولا تنم على بطنك.

- تذكر: أن حكم النظر إلى النساء الأجنبيات ومقاطع الفيديو الإباحية حرام شرعاً، لعموم النصوص الآمرة بغض البصر عن الحرام، قال تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون} [النور : 30]، وعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمُ الْجَنَّةَ: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ" رواه أحمد.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً