الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي الكتب التي تنصحون بها لتعلم أسلوب النصيحة ووقتها؟

السؤال

السلام عليكم

أرشدوني عن أهم صفات النصيحة وأوقاتها، متى أسكت، ومتى أتكلم، أسلوب النصيحة، وغيرها.

وهل هناك كتب يمكن الاستفادة منها؟

جزاكم الله خيرا.

لدي استشارة سابقة 2781724.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ داوود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أخي الكريم- في موقعنا، ونسأل الله أن ينفع بك، والجواب على ما ذكرت:

- النصيحة في الإسلام خلق عظيم، وله أهمية كبيرة في تقويم سلوك من حولنا، فعن تَميمٍ الدَّاريِّ رضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (الدِّينُ النَّصيحةُ، قُلْنا: لمَن؟ قال: للهِ ولكتابِه ولرسولِه، ولأئمَّةِ المسلمين وعامَّتِهم)، رواه مسلم.

- والنصيحة معناها: الدُّعاءُ إلى ما فيه الصَّلاحُ، والنَّهيُ عمَّا فيه الفسادُ.

- وهناك ولا شك ضوابط شرعية للنصيحة والتي منها:

1- الإخلاصُ في النَّصيحةِ لأنها عبادة وقربة إلى الله تعالى.

2- العلْمُ بما يَنصَحُ به، فلا يقدم الجاهل على النصح لأن فاقد الشيء لا يعطيه.

3- ألَّا يَجْهَرَ الناصح بنصيحته، بل تكون سرا بينه وبين والمنصوح حتى يكون ذلك ادعى لقبول النصيحة وإلا كان تعييرا وتشهيرا.

4- أنْ يراعي الوقت والمكان المناسبين بأن يختار وقتا تقبل فيه النصيحة، وكذلك أن ينفرد في المنصوح، وإذا كان قد نصحه من قبل فلا يكرر عليه إلا إذا رأى أن في ذلك مصلحة.

5- يبدأ الناصح بالتعاون والإحسان وقضاء حاجة المنصوح، ثم النصيحة، ويفضل تقديم الهدية لأنها تورث المحبة وتؤدي إلى فتح القلوب للنصح، وتكون النصيحة بكل طريق ممكن ومنها التواصل بالرسائل ونحو ذلك.

6- اللين والرفق في النصيحة؛ لأن هذا مما يؤثر في النفوس فالشدة والقسوة تجعل النفوس تنفر من النصيحة وتريد أن تتنصر لنفسها.

7- ألَّا تكون النصيحة على شرط القبول، فلا يلزم أن يقبل الناصح النصيحة أو يعمل بها، فالواجب هو أداء النصيحة بغض النظر عن كل ذلك.

8- يكون السكوت عن أداء النصيحة إن خشى الناصح ضررا أو أذى من المنصوح، أو أنه قد قام غيره بالنصيحة.

وفقك الله لمرضاته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً