الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الوسواس والأفكار الخيالية.

السؤال

هل الوساوس قد تكون نتيجة للتغيرات التي تطرأ على الإنسان في مرحلة المراهقة؟
وهل الأفكار الخيالية مثل: انتقال الأفكار، تعتبر نوعاً من الوساوس، وإن كانت كذلك فكيف تعالج؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Layla حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يتسم اضطراب الوسواس القهري بنمط من الأفكار والمخاوف غير المرغوب فيها (وساوس) تدفعك إلى القيام بسلوكيات تكرارية (سلوكيات قهرية)، فتُعيق هذه الوساوس والسلوكيات القهرية الأنشطة اليومية، وتتسبب في ضيق شديد، يمكنك محاولة تجاهُل وساوسك أو إيقافها، لكن لن يؤدي هذا سوى لزيادة شعورك بالضيق والقلق. في النهاية، تشعر بأنك مدفوع لأداء السلوكيات القهرية في محاولة لتخفيف التوتر، على الرغم من الجهود المبذولة لتجاهل هذه الأفكار، أو الدوافع المزعجة، أو التخلص منها، فإنك تستمر في التفكير فيها. يؤدي هذا إلى مزيد من السلوك الطقوسي.

يبدأ الوسواس القهري عادةً في سن المراهقة، أو سنوات الشباب، لكنه قد يبدأ كذلك في مرحلة الطفولة، تبدأ الأعراض عادة متدرجة، وتميل إلى التنوع في شدتها على مدار العمر. قد تتغير كذلك أنواع الوسواس، والأفعال القهرية التي تتعرض لها مع مرور الوقت، وعادة ما تزداد الأعراض سوءًا عندما تتعرض لإجهاد أكبر، وقد تتراوح درجة شدة أعراض الوسواس القهري - الذي يُعد اضطرابًا ملازمًا مدى الحياة - بين الخفيفة إلى المعتدلة، وربما تكون شديدة وتستنفد الوقت إلى درجة تعيقك عن أنشطة حياتك.

لا يزال سبب اضطراب الوسواس القهري غير مفهوم بالكامل، ولكن من الافتراضات السببية حدوث تغيرات في كيمياء الجسم الطبيعية، أو وظائف الدماغ. أو قد يكون لاضطراب الوسواس القهري مكون وراثي، ولكن لم يتم حتى الآن تحديد ما إذا كان لجينات معينة دور في الإصابة بهذا المرض، والافتراض الأخير يرى أنه يمكن تعلم مخاوف الوسواس والسلوكيات القهرية من مشاهدة أفراد الأسرة أو يمكن تعلمها تدريجيًا بمرور الوقت.

أما موضوع "التخاطر" أو ما تسميه "انتقال الأفكار" ليس له علاقة بالوسواس فهما مصطلحان مختلفان، لم يتم إثبات واقعية وصدق التخاطر حتى الآن وهو "عملية توصيل الأفكار من شخص إلى آخر مُباشرةً باستخدام الإدراك الخارجي، دون استخدام طُرق الاتصال الحسية، ويُعد التخاطر قوَّة استثنائيَّة خارِقة يَمتلكها جميع البشر، حيث يُمكن للشخص القيام بإرسال رسالة إلى شخص آخر دون استخدام أي وسيط باستثناء العقل، مثلاً عِند تَذكُّر شخص ما أو وجود رَغبة مُفاجئة في التحدُّث معه، ففي تلك اللحظة يقوم الشخص ذاته في الاتصال".

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً