الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرغب بالزواج، وأهلي يرفضون!

السؤال

السلام عليكم

أرغب بالزواج بشدة ولكن أهلي رفضوا طلبي؛ لأنني ما زلت طالبا وليس لدي وظيفة، وأجد صعوبة كبيرة في كتم شهوتي لأنني لا أريد الحرام.

أصبحت أشعر بالغيرة والضيق من المتزوجين لقدرتهم على الاستمتاع بالحلال، ونفسيتي متقلبة بسبب ذلك، فما الحل؟

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونشكر لك التواصل المستمر، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يُسهِّل أمرك، وأن يُغنيك بحلاله عن الحرام، وأن يُعين الأهل على تفهّم ما تحتاجه من أمر الزواج، فالزواج هو الفطرة، وفيه السعادة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

لا يخفى على أمثالك من الفضلاء أن الشريعة قالت في حق الذين يصعب عليهم الزواج: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحًا حتى يُغنيهم الله من فضله}، فاستمر على ما أنت عليه من عفّة وطُهْرٍ وخيرٍ، واسأل الله التوفيق، وكرِّر المحاولات مع الأهل، واطلب مساعدة العقلاء والفضلاء والدُّعاة والعلماء، حتى يُقنعوا الأسرة بأهمية موضوع الزواج.

وممَّا ننصحك به:
أولاً: كثرة اللجوء إلى الله -تبارك وتعالى-.

ثانيًا: الاشتغال بالدراسة والمذاكرة.

ثالثًا: شغل النفس بالرياضات التي تُفرِّغ الطاقات والأعمال المفيدة أيضًا والهوايات النافعة.

رابعًا: ممَّا ننصحك به الصوم، فإنه وجاء، كما قال النبي -عليه صلاة الله وسلامه-.

أخيرًا: ننصحك بأن تسعى مع طلب العلم إلى أن تجد وظيفة بسيطة ولو لجزء مُحدد من الوقت، أي عملٍ تستطيع أن تكسب به بعض الأشياء القليلة، وثق بأن الله -تبارك وتعالى- يُعينك، فإن من الذين يُعينهم الله مَن يطلب العفاف والحلاف والنكاح.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونتمنّى أن تتمنَّى الخير للمتزوجين، وأنت أيضًا في نعم، أرجو أن تشكر الله عليها، والسعيد هو الذي ينظر النِّعم التي يتقلَّبُ فيها، ولا يشغل نفسه بما عند الآخرين من النّعم، فنعم الله مُقسّمة، فقد يُعطي إنسانًا زوجة لكن يحرمه العافية، وقد يُعطي هذا أولاد لكن يحرمه المال، وقد يُعطي هذا عقلاً ولكن يفقد أشياء أخرى، والسعيد هو الذي يتعرَّف على نعم الله عليه ثم يُؤدِّي شُكرها فينال بشكره لربه المزيد.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونكرر دعوتنا لك في الاستمرار في المحاولات والتوجّه إلى رب الأرض والسموات، ونسأل الله لك ولنا الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً