الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بحالة من الملل وعدم الراحة، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 26 عاماً، أشعر دائماً بحالة من الملل وعدم الراحة، ولا أعرف ماذا أفعل لكي أشعر بالراحة حتى عملي تركته لشعوري بالضيق منه والسأم.

لا أعرف ماذا بي! أقوم بالدعاء كثيراً، ولكني أشعر بأن الله لا يستجيب لي، أصوم وأصلي وأقرأ القرآن ولكني أشعر بالإحباط والملل من كل شيء دائما حتى أن كل موضوع لي لا يكتمل، ولا أحد يتقدم لخطبتي، ولا أعرف ما السبب، مما أدى أني أشعر بالإحباط من فعل أي شيء.
شكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {ما من عبدٍ يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته في الدنيا، وإما أن تدخر له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من الشر مثل ذلك، قالوا: يا رسول الله، إذن نكثر، قال: الله أكثر}.

بين في هذا الحديث عليه الصلاة والسلام أن الله قد يؤخر الإجابة إلى الآخرة، ولا يعجلها في الدنيا لحكمة بالغة، لأن ذلك أصلح لعبده وأنفع لعبده، وقد يصرف عنه شراً عظيماً خيراً له من إجابة دعوته، وقد يعجلها له، وفي الحديث الصحيح يقول: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، فيقول: دعوت ودعوت فلم أره يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويترك الدعاء).

- ابحثي عن السبب الرئيسي الذي يقف وراء مشاعرك السلبية، إن معرفة السبب سيسهل عليك حل الكثير من المشكلات، ولمعرفة الأسباب اطرحي على نفسك مجموعة أسئلة تخص حياتك، وحددي ما يجب عليك تغييره.

- أعيدي النظر في تطوير ذاتك، هل أنت بحاجة إلى دورات تدريبية حديثة؟ هل عملك لا يتناسب مع طموحاتك وقدراتك؟ هل توجه لك انتقادات وتحاولين التغاضي عنها، وتعتبرينها غير منطقية؟

- أعيدي النظر في الأشخاص الذين تتواصلين معهم بشكل يومي، من هم الذين عليك تجنب الجلوس معهم حفاظاً على صحتك النفسية؟

- تذكري أن السعادة تأتي من الرضا بما قسمه الله لنا، وما على الإنسان إلا أن يسعى بالعمل لتحسين أوضاعه ويحاول جاهداً في إعمار الأرض، ليحقق ذاته وأهدافه.

- اعملي على إعادة ترتيب أولوياتك من المهم إلى الأقل أهمية، وهنا، حددي ما هي المشكلة الأكبر والأهم وابدئي بإيجاد حلول لها ثم انتقلي للأقل أهمية وهكذا.

- بالنسبة للخطبة، أنصحك التوسع في علاقاتك مع بنات وعائلات على خلق ودين. والإكثار من الاستغفار، فإن من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق فرجا، ومن كل همٍ مخرجاً، ورزقه من حيث لا يحتسب. يقول اله تعالى {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا (12) }.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً