الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أحافظ على نفسي وأجتنب المعاصي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب، عمري 14 سنة، أحس أحياناً بالرغبة الجنسية، ولا أحب ممارسة العادة السرية، فهل من الممكن أن تساعدونني؟

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا- في الموقع، نشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يحفظك من الذنوب والآثام، وأن يُغنيك بالحلال عن الحرام، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو.

نشكر لك هذا السؤال، ونسأل الله أن يُعينك على تجنب هذه الممارسة، العادة السيئة، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يُعينك على الخير، وننصحك بما يلي:

أولاً: اللجوء إلى الله تبارك وتعالى، والاشتغال بذكره وطاعته.

ثانيًا: مراقبة الله تبارك وتعالى في السِّر والعلن.

ثالثًا: البُعد عن النظر للنساء أو الصور التي تُثير الغرائز أو المواقع المشبوهة التي تنشر العُري والممارسات الخاطئة.

رابعًا: البُعد عن النساء، فإن الشريعة باعدت بين النساء والرجال حتى في صفوف الصلاة، فجعلت خير صفوف النساء آخرها لبُعدها عن الرجال، كما جعلت خير صفوف الرجال أوَّلُها لبُعدها عن النساء.

خامسًا: تجنب الأغاني الماجنة والغراميات التي تُكتب الآن في روايات.

سادسًا: صادق مَن يُذكِّرُك بالله تبارك وتعالى.

سابعًا: اجتهد في شغل وقتك بالمفيد قبل أن يشغلك الشيطان بغيره.

ثامنًا: لا تعد إلى فراشك إلَّا وقد أصبحت جاهزًا للنوم، ولا تمكث في الفراش بعد النوم، وانهض مبكِّرًا، وذاكر لله تبارك وتعالى.

تاسعًا: احرص على أن تنام على طهارة، يعني: وضوء وأذكار.

عاشرًا: احرص على شغل نفسك بالهوايات النافعة والرياضات المفيدة، فإن هذه الطاقات عندما يستنفذها الإنسان في الأشياء المفيدة لا يشتغل بمثل هذه الأمور.

واعلم أن هذا الدافع الفطري الموجود في الإنسان يمكن أن يتخلص منه إذا اتق الله في خلال نومه في ممارسة صحيحة، أمَّا الذي يبدأ هذه الممارسة الخاطئة (العادة السيئة)، والتي لا تُوصِلُ إلَّا إلى السُّعار، لا توصل إلى الإشباع، وتؤثر على قوى الإنسان الجسدية والعصبية، وأيضًا يشعر بلوم الذات، لأنه في معصية، فتُؤثّر على الناحية النفسية، وتؤثّر على الناحية العقلية والتفكير والتركيز بالنسبة للإنسان، وهي تُوصل –والعياذ بالله– إلى الإدمان، وهي خصمٌ على سعادة الإنسان أيضًا بعد أن يُصبح زوجًا وصاحب أسرة.

فنسأل الله أن يُبعدك عن هذه الممارسة، واجتهد أيضًا في إعداد نفسك إذا أردت الزواج الشرعي، إذا كانت ظروف الأسرة تسمح، وطبعًا أن تتهيأ لذلك بالأشياء المناسبة، بأن تعدَّ نفسك للمراحل القادمة، مرحلة بناء الأسرة، وحفاظك على نفسك وحفظك لبصرك من أكبر ما يُعينك بعد توفيق الله تبارك وتعالى في البُعد عن هذه الممارسات التي هي خصمٌ على سعادة الإنسان، والأخطر من ذلك أنها تجلب له الذنوب والآثام.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واحرص على حفظ بصرك، فإن كل الحوادث مبدأها من النظر، كما قال الشاعر:
كـل الحوادث مبدأها من النظر *** ومعظم النار من مستصغر الشرر
كم نظرة فعلت في نفس صاحبها *** فعل الســهام بلا قوس ولا وتر
يسـر ناظره ما ضـر خاطره *** لا مـرحبًا بسرور عاد بالضـرر

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً