الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شكل الخطيب لم يعجبني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة، أبلغ من العمر 32 سنة، على قدر من الجمال تقدم لي رجل يكبرني ب 12 سنة، قررت أن أتعرف عليه، لكن بمجرد رؤيتي له لم يعجبني، صليت صلاة الاستخارة، لكنني لم أشعر بالقبول من جهته أبدا.

حاليا أنا مترددة من جهة فارق العمر بيننا، ومن جهة شكله، ومن جهة أخاف أن يغضب الله مني، ولم أستطع مصارحته خوفا من حزنه.

أفيدوني أرجوكم وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

ليس عيبًا في الشاب أن ترفضه الفتاة، وليس عيبًا في الفتاة أن يرفضها شاب، والأمر في ذلك عبارة عن تلاقي بالأرواح، وهي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف)، وإذا لم يجد الزوج أو الزوجة – الشاب أو الشابة – قبولاً عند اللقاء وعند المقابلة فنحن لا ننصح بإكمال المشوار، لكن ليس لأحدٍ أن يُحرج الطرف الآخر، فالاعتذار دائمًا يكون بطريقة لطيفة دون ذكر الأسباب، دون ذكر ما يجرح.

ولذلك أرجو أن تُحسني الاعتذار إذا كنت قد قررت أنك لن تُكملي معه، ودائمًا الناس يقولون: (ما صار نصيب، لعلَّ الله أن يُقدّر لكم الخير ولنا الخير)، يعني عبارات جميلة، فمن حق الشاب – الرجل – أن يرفض، ومن حق المرأة أن ترفض، لكن ليس من حق أي واحد منهم أن يُسيء في الاعتذار، لابد أن يكون الاعتذار بطريقة تحفظ المشاعر وتُراعي أوضاع الناس النفسية، ولذلك من حقك أن تعتذري بلطف، ولا ذنب عليك ولا حرج عليك.

بل إن الشريعة لم تشرع الرؤيا الشرعية ومسألة الخطبة إلَّا من أجل أن يختار الإنسان اختياراً يُبنى على قواعد صحيحة.

إذًا لا حرج إذا كنت لا تريدينه، حتى وإن لم يكن هناك سبب، فمن حق كل طرف أن ينسحب من البداية، بحسن أدب، ودعاء طيب لمن جاء وطرق الباب، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به، ولا حرج عليك، ولا حرج عليه في هذه الحالة، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً