الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبني شاب ولكني لا أطيقه.

السؤال

السلام عليكم.

مخطوبة منذ 8 شهور، ومنذ بداية خطوبتي حصلت مشاكل بيننا، هو يحبني جدا، ووالداي يحبانه، بينما أنا لا أطيقه، وأنا لا أريد أن أظلمه معي، وأريد فسخ الخطبة دون إيذاء أحد، فكيف أتصرف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Samar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يُعينك على الخير، وأن يكتب لك السعادة والتوفيق والاستقرار.

لا يخفى عليك أن أحرص الناس على مصلحة الفتاة هم الوالد والوالدة، فنسأل الله أن يُعينك على بِرِّهم، وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه.

الأمر الثاني: أرجو أن تعلمي ويعلم الجميع أن الفتاة والشاب هم أصحاب القرار، وأن دورنا كآباء ومُرشدين وأمُهات كلُّنا دورنا دور إرشادي وتوجيهي، نريد الخير.

ثالثًا: ينبغي أن تعلمي أن الوالد والوالدة بحكم خبرتهم في الحياة هم الأعلم والأعرف بما فيه المصلحة لابنتهم، التي هي غالية جدًّا عندهم، فأرجو أن تضعي لهذه المسألة اعتبارًا.

رابعًا: هذا النفور الذي يحدث منك، إذا كان في البداية حصل القبول ثم بعد ذلك بدأ الانخفاض في المشاعر، فهذا نحتاج أن نقف عنده وقفتين:

الوقفة الأولى: إمَّا أن يكون هذا الانخفاض في المشاعر وعدم الرغبة أحيانًا لها أسباب، كأن يكون بخيلاً، كأن يكون كذا، كأن يكون كذا ... إلى آخر الأشياء التي يمكن أن تجعل الإنسان مبغوضًا عند الناس، هذه ينبغي أن نسعى في إزالتها، ودائمًا هذا الزعل يزول بزوال سببه.

ونذكّر هنا بأنه لا يوجد إنسان – لا هذا الشاب ولا غيره – خاليًا من العيوب، نحن بشر – رجالاً ونساءً – والنقص يُطاردُنا، وطوبى لمن تنغمر سيئاتُه القليلة في بحور حسناته الكثيرة.

أمَّا إن كان هذا النفور بلا سبب فأنتم بحاجة إلى رقية شرعية، لأن الإنسان في الحالة هذه لا بد أن يعرف هذا النفور الذي حدث بعد إقبال، أنا أتصور أن البداية حصل الانسجام ثم بدأ يحصل الفتور، أو هناك تردد أو عدم استقرار في الحالة العاطفية.

وعليه فنحن لا ننصح بالاستعجال في إنهاء هذه العلاقة، وعلى كلِّ حال – مرة أخرى – أنت صاحبة القرار، ولكن ليس من مصلحة الفتاة بعد هذه الشهور التي تواصلتْ فيها مع الشاب أن تتركه، لأن ردَّ الخُطّاب له آثار سلبية على الفتاة، لأنه قد يتسبَّب في إيقاف الطارقين للأبواب، وعندها التي تخسر هي الفتاة، فأرجو أن تفكّري مرات بعد الألف قبل أن تُقدمي على هذه الخطوة، وارجعي إلى والديك، وتواصلي أيضًا مع موقعك، وقبل ذلك وبعده استخيري الله تبارك وتعالى، فإن الخير فيما يُقدّره الله، والاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممَّن بيده الخير، وهو على كل شيءٍ قدير.

نسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً