الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ألم دائم وحب للوحدة، هل السبب سحر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من ألم دائم في المعدة لسنوات، ذهبت لأطباء كثيرين ولم يأت ذلك بنتيجة، أشعر بألم وضيق في التنفس، أشعر بكره الناس، حتى أبي وأمي! أميل للوحدة كثيراً، ولا أحب الحديث مع أحد، أشعر بألم في الرقبة، تقريباً عند قراءة القرآن، وإرهاق دائم في البدن.

بعضهم أخبرني أنه قد يكون لدي سحر، ولي أقارب سيئون للغاية، وقد يفعلون ذلك، علماً بأني أصلي -ولله الحمد- وأقوم الليل في بعض الأوقات، ولكني محافظ على صلاة الفجر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صابر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وأسأل الله تعالى أن يزيدك من التقوى، وأسعدني كثيرًا أنك تحافظ على الصلاة، وأن تقوم الليل في بعض الأوقات، فأنت إن شاء الله تعالى بخير، ولن يصيبك أبدًا إلَّا ما كتب الله لك. السحر والعين والمس كل هذا موجود، لكن الإنسان مكرَّم، والإنسان دائمًا هو في حفظ الله. فيا أيها الفاضل الكريم: حصِّن نفسك بالأذكار وبالرقية، وهذا يكفي تمامًا، ولا تتوهم أبدًا بعد ذلك أنك مُصاب بالسحر. أذكار الصباح والمساء حافظة، ويجب حقيقة أن يحافظ عليها الإنسان.

الأعراض التي تعاني منها من الواضح أنها أعراض نفسوجسدية، الذي يظهر لي أنه لديك شيء من القلق والتوترات النفسية الداخلية، نتجت عنها هذه الآلام والضيق في الصدر، لأن التوتر النفسي يتحول إلى توتر عضلي، وأكثر عضلات الجسم التي تتأثر هي عضلات الصدر.

بالنسبة للشعور بالألم في الرقبة وفي الزور (الحلق) عند قراءة القرآن: هذا قد يكون من طريقة الجلوس قد تكون خاطئة، فاحرص على أن تجلس في وضع صحيح.

ميلك للوحدة وشعورك بالإرهاق البدني: هذا غالبًا مرتبط بحالتك النفسية.

الخطوات التي يجب أن تقوم بها: يفضّل أن تجري (تقوم) فحوصات طبية عامَّة، وإن كنت قد أجريتها فيما مضى فهذا يكفي تمامًا، وأنصحك بتناول أحد الأدوية المضادة للقلق وللتوتر والتي تُعالج الأعراض النفسوجسدية من النوع الذي تشتكي منه.

هنالك دواء يُسمَّى (لوسترال) ويُسمَّى أيضًا في مصر (مودابكس) وعلميًا يُسمَّى (سيرترالين)، أريدك أن تتناوله بجرعة نصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجرامًا – يوميًا لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعل الجرعة حبة واحدة يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول هذا الدواء.

يوجد دواء آخر أريدك أيضًا أن تتناوله يُسمَّى (سولبرايد) هذا هو اسمه العلمي، واسمه التجاري (دوجماتيل)، أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة (خمسين مليجرامًا) في الصباح لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله، كلا الدوائين – السيرترالين والسولبرايد – من الأدوية البسيطة جدًّا والسليمة والفاعلة وغير إدمانية، والجرعة التي وصفناها لك جرعة صغيرة جدًّا.

بجانب العلاج الدوائي أريدك أن تمارس الرياضة، رياضة المشي، أو مثلاً كرة القدم، أو أي رياضة متاحة، مهمّة جدًّا بالنسبة لك لإزالة هذه الأعراض النفسوجسدية.

أريدك أيضًا أن تطبق تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس التدرُّجي، هذا سوف يُساعدك كثيرًا في استرخاء عضلات الصدر، ممَّا يزل الألم الذي تعاني منه، وتحس أن التنفس عندك قد أصبح سلسًا وطبيعيًّا، فأرجو أن تحرص على تطبيق هذه التمارين. إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015) أرجو أن تطلع عليها وتطبق التمارين الواردة بها، كما أنه توجد برامج كثيرة على اليوتيوب، يمكن أن تطلع على أحدها لتستفيد من ذلك في تطبيق هذه التمارين المفيدة.

احرص على إدارة وقتك، وتجنب النوم النهاري، واحرص على النوم الليلي المبكّر، وحاول أن تُذاكر في فترة الصباح بعد صلاة الفجر، هذا وقت ممتاز جدًّا وفيه خير وبركة، ويكون التركيز في أحسن حالاته.

تواصل اجتماعيًّا مع أصدقائك، رفّه عن نفسك بما هو طيب وجميل، جالس أسرتك، وكن بارًّا بوالديك، وإن شاء الله تعالى هذه كلها كموجّهات علاجية رئيسية سوف تفيدك كثيرًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً