الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحب الوحدة ولا أطيق أحدا، فما مشكلتي؟

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي أني لا أطيق أحدا من البشر، وأفضل البقاء وحيدة، حتى والديّ أتنرفز منهما عندما يتكلمان بالقرب مني، أو عندما أرى أحدا مستيقظا باكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شيرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

هذا المفهوم مفهوم خاطئ، أن يظلّ الإنسان لوحده أو لا يرغب في التواصل مع الآخرين، الإنسان خلقه الله تعالى كمخلوق اجتماعي في الأساس، والآن الدراسات تُشير أن من أسعد الناس في الحياة هم الذين يلتزمون بواجباتهم الاجتماعية، أي: الذين يتفاعلون مع أُسرهم إيجابيًّا، الذين يحضرون المناسبات، متى ما وُجِّهت لهم دعوة مثلاً، زيارة المرضى، صلة الرحم، يكون لديهم نسيج اجتماعي جيد ومتوازن.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: يجب ألَّا تقبلي هذه الفكرة، والإنسان يجب أن يكون حذرًا في تصفية أفكاره ومشاعره، أنت ذكرت أنك لا تُطيقين أحدًا من البشر، لماذا؟ يجب أن تسألي نفسك، يجب أن تدخلي في تحدّي مع ذاتك وتطردي هذا الشعور القبيح.

فأنا أنصحك بمراجعة نفسك فكريًّا، والأمر الآخر: ربما يكون لديك شيئًا من الاكتئاب النفسي هو الذي أدخلك في هذا النوع من الضجر والانعزال، لأنه بكل صراحة أقول لك: هذا المنهج الذي تنتهجينه فيه شيء من العقوبة لذاتك، كأنك تقومين بجلد ذاتك وعقاب نفسك، هذا ليس صحيحًا -أيتها الفاضلة الكريمة-.

وأنا أرى أنك ربما تستفيدين من أحد مضادات الاكتئاب، وهذا يعني أن تذهبي وتقابلي أحد الأطباء النفسيين، ليصف لك أحد مُحسِّنات المزاج، ومن جانبك – كما ذكرتُ لك – غيّري منهج التفكير، هذا مهمٌّ جدًّا، ومن الضروري أن تكون لك أنشطة اجتماعية، مهم جدًّا، واجلسي مع أسرتك، كوني ساعية في برِّ والديك، حافظي على الصلوات في وقتها، عليك بالدعاء، خاصة أذكار الصباح والمساء، ويكون لك أيضًا وردًا من القرآن يوميًا. هذه هي الحياة، الإنسان يجب أن ينطلق انطلاقات إيجابية، ولا يتبع أفكاره ومشاعره السلبية.

هذه هي نصائحي لك، وأرجو بعد أن تذهبي إلى الطبيب النفسي أن تتواصلي معي، لأعرف ما هو الدواء الذي تمّ وصفه لك بناء على التشخيص، ونساهم -إن شاء الله تعالى- بما يُفيدك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً