الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الخوف من كل شيء؟

السؤال

السلام عليكم.

‏‎أصبت بمرض تعرق راحة اليدين كثيراً بمجرد الشعور بالخوف، وسرعة في دقات القلب، وهبوط في الضغط وآلام في كل أنحاء الجسد، وحالتي تسوء جدا، وأنا الآن أشعر بكثيرٍ من المتاعب من هذا المرض؛ لأني أصبحت أخاف من أي شيء، حتى على مستوى الجامعة، أصبحت أخاف الذهاب إليها، وكذلك السفر، حتى كنت مسافرا وتأخرت مما أدى إلى قطع تذكرة أخرى كله بسبب الخوف، وهذا الشيء أثر على كل حياتي، لا أستطيع أن أفعل شيئاً في حياتي، وسوف أبقى خائفاً من كل شيء، ماذا أفعل؟ هل هناك حل لهذا؟

لا بد أن أسافر يوم الثلاثاء القادم، كلما فكرت بالموت ‏خفت من السفر، يدق قلبي وتصبح أفكري سيئة، أرجو الإجابة على سؤالي.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

هذه -إن شاء الله تعالى- مخاوف بدأت كمخاوف عادية، لأن الخوف مطلوب في حياة الإنسان، الإنسان عند مواجهات مُعيّنة لا بد أن يحسّ بشيء من الخوف حتى يحمي نفسه، لكن في حالتك هذه أصبح الخوف زائدًا عن اللزوم، والذي يحدث لك هو زيادة نشاط في الجهاز العصبي اللاإرادي، أو ما يُسمَّى بجهاز العصبي السمبثاوي (Sympathetic nervous system)، وينتج عن ذلك كما تفضلت التعرُّق في راحة اليدين، والشعور بالخوف، وتسارع ضربات القلب، وحتى انخفاض بسيط في ضغط الدم، هذا كلُّه ناتج من التغيرات الفسيولوجية التي تحدث عند الخوف، وسبحان الله الإنسان إذا واجه مصدر خوف يضطر أن يتركه، يقول العلماء: إذا واجهك الأسد فإمَّا أن تُقاتله وإمَّا أن تهرب منه، وفي الحالتين لا بد للجهاز العصبي اللاإرادي أن ينشط ليجعلنا نواجه أو نهرب؛ لأن العضلات تتطلب زيادة في الأكسجين إذا أراد الإنسان أن يجري (يركض) هربًا مثلاً، وهذه الزيادة في الأكسجين لا تأتي إلَّا من زيادة ضخٍّ في الدم، وضخّ الدم لا يزيد إلَّا إذا تسارعت ضربات القلب، لأن الدم هو الذي يحمل الأكسجين.

أتمنَّى أن تكون قد فهمت هذا الفهم البسيط للتغيرات الفسيولوجية التي تحدث، وهذا يُساعدك كثيرًا.

أنا أريدك أن تُحقّر فكرة الخوف، أنت لست أضعف من الآخرين، ولست أقلَّ في أي شيء، ودائمًا ابدأ ببسم الله، واحرص على أذكار الصباح والمساء فهي تجهض المخاوف تمامًا، وقطعًا أنت حريص على صلواتك وعلى بِرِّ والديك، وعلى حُسن معاملة الناس، وعلى الاجتهاد، حريص على الاجتهاد حتى تكون متميزًا ومتفوقًا، ويجب أن تمارس الرياضة، ويجب أن تتواصل اجتماعيًّا، هذا كلُّه حقيقة يُساعدك في التخلص من هذا الخوف.

وحتى ترتاح راحة تامّة -بإذن الله تعالى- أنا سأصف لك دوائين، أحدهما أساسي والآخر مساعد فقط، الدواء الأساسي يُسمَّى (سبرالكس) هذا اسمه التجاري، واسمه العلمي (اسيتالوبرام)، تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرامات – تتناول هذه الجرعة (خمسة مليجرامات) كجرعة بدائية لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعل الجرعة عشرة مليجرامات يوميًا لمدة شهرٍ، ثم تجعلها عشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرامات يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خمسة مليجرامات يوميًا لمدة شهرٍ، ثم خمسة مليجرامات يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أمَّا الدواء الآخر فيُسمَّى تجاريًا (إندرال) واسمه العلمي (بروبرالانول) وهو يعمل على الجهاز السيمبثاوي، وينتمي لمجموعة أدوية تُسمَّى (كوابح البيتا)، و-إن شاء الله تعالى- يجعل ضربات القلب طبيعية، وكذلك التعرُّق. تبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرامات صباحًا ومساءً لمدة شهرٍ، ثم عشرة مليجرامات صباحًا لمدة شهرٍ آخر، ثم تتوقف عن تناوله.

أنت محتاج أيضًا لممارسة تمارين الاسترخاء، دائمًا نحن ننصح بها في مثل حالتك هذه، توجد برامج كثيرة جدًّا على اليوتيوب توضح كيفية القيام بهذه التمارين، ويمكنك أيضًا أن ترجع لاستشارة إسلام ويب والتي رقمها (2136015)، وتطبق الإرشادات الموجودة بها، و-إن شاء الله تعالى- تكون مفيدة لك جدًّا.

فإذًا أرجو أن تطبق كل الجوانب التوجيهية والإرشادية في هذه الاستشارة، وتتناول الدواء الذي أؤكد لك أنه سليم جدًّا وفاعل وغير إدماني. يمكنك التواصل معي بعد شهرين من الآن شاء الله تعالى لنطمئن عليك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً