الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والداي يمنعانني من الدعوة، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

والداي يمنعانني من الدعوة إلى الله تعالى بتوزيع ونشر كتيبات وبطاقات، وهذا خوفا علي من المضايقات،
فما جوابكم؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابننا الفاضل- في الموقع، ونسأل الله أن يُلهمك السداد والرشاد، وأن يُعينك على الخير، وأن يجعلنا ممَّن يسعى في خدمة هذا الدِّين، وأن يلهمنا السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

سعدنا جدًّا بحرصك على الدعوة إلى الخير، ولكننا ننصحك أيضًا بالحرص على طلب العلم الشرعي، والحرص أيضًا على الجلوس إلى العلماء، وتوسيع مداركك العلمية، ثم بعد ذلك تستطيع أن تنشر العلم بالطرق الصحيحة وأنت على قناعة بما تنشره، ولا نريد أن تنشغل بالجدال؛ لأنه سيصرفك عن الجِدِّ وعن طلب العلم.

نحن لا نريد طُلَّاب العلم أن يبدؤوا بالجدال ودراسة المسائل التي فيها الخلاف والردِّ على الخصوم، هذا ينبغي أن يُترك لأكابر العلماء، وينبغي أن يُدير العلماء الخلاف بينهم في مؤتمرات وقاعات مُغلقة حتى يصلوا إلى الحق، أمَّا جمهور الأُمَّة من الشباب من أمثالكم الذين هم أغلى ما نملك، وجمهور الأُمّة أيضًا (الشعوب/العوام) هؤلاء ينبغي أن يُحرَّضُوا على الخير، وأن يُحرَّضوا على التمسُّكِ بهذا الدين العظيم، أمَّا المسائل الخلافية فليس مكانها منشورات تُوزَّع، أو جدالات تُقامُ هنا وهناك، فإن القوم الذين أُورثوا الجدل يقلَّ عندهم العمل.

ولذلك أرجو أن تنتبه لهذا الجانب، وبه تُحقق الفائدة العلمية، وبه تنال أيضًا رضا الوالدين. طبعًا الوالد والوالدة وأنتم مَن تُقيِّموا الخطورة والآثار التي يمكن أن تلحق بالإنسان إذا قام بتوزيع منشورات وغيرها يعني مثل هذه الأمور، ولكننا نُكرر دعوتنا لك بأن تحرص في هذه المرحلة العمرية على إكمال دراستك المدرسية، والتفوّق فيها، على التزوّد بالعلوم الشرعية، وابدأ بحفظ كتاب الله تبارك وتعالى، ثم بالفهم عن العلماء، ثم بعد ذلك ينبغي أن تُجنِّد نفسك لتعليم الخير، الأُمَّة اليوم بحاجة لمن يُعلِّمها القراءة الصحيحة لسورة الفاتحة، والصلاة بطريقة صحيحة، والأساسيات في العقيدة وفي الدِّين، الأُمَّة لا تحتاج إلى جدال أو خصام أو مناقشات، ولكن تحتاج إلى مَن يُعلِّمُها.

فنسأل الله أن ينفع بكم بلاده والعباد، واعلم أن أمر الوالدين والطاعة لهما من الأمور العظيمة التي أيضًا ينبغي أن نتعلَّمها من مشايخنا، وأرجو أن يركّز المشايخ على مثل هذه الأمور، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً