الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يتعامل بالرشوة، كيف أتعامل معه؟

السؤال

السلام عليكم

اكتشفت أن زوجي كان يأخذ رشوة من أجل توظيف الشباب وينصب عليهم، وجاءني مجموعة من الناس يشتكون ويطالبون بأموالهم، فماذا افعل؟

هل أدفع للناس حقوقهم؟ مع العلم أنهم جميعا مشتركون في الحرام الراشي والمرتشي، أم أدعه يتحمل مسؤوليته، وقد يودي به ذلك إلى فقد عمله والدخول إلى السجن؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك هذا السؤال الذي يدلُّ على شفقةٍ وحرصٍ على مصلحة الزوج، الذي نسأل الله أن يقرَّ عينك بصلاحه، وأن يهدينا جميعًا لأحسن الأخلاق والأعمال، فإنه لا يهدي لأحسنها إلَّا هو، وأن يصرف عنَّا جميعًا سيئ الأخلاق والأعمال، فإنه لا يصرف سيئها إلَّا هو.

شكر الله لك هذه الروح وهذه الرغبة في الخير، وندعوك أولاً إلى الدعاء لزوجك.

ثانيًا: النصح له حتى يترك هذا العمل المحرَّم الذي هو الرشوة.

ثالثًا: لا مانع من مساعدة المظلومين الذين تسبَّب الزوج في ظلمهم، والذي يُفهم من هذا أنه أخذ منهم الرشوة ولم يُوظفهم، ولذلك هنا الظلم مركّبًا، فالرشوة حرام، وهذه الخديعة التي خدع بها الناس يُضيف إلى ذلك الجُرم، لأن الرشوة أيضًا تتسبَّب في أن يأخذ الإنسان ما لا يستحقّه.

ولذلك الأمر خطير، وأنت مطالبة أن تُحافظي على زوجك، وتساعديه على الهداية، وأن تمنعي عنه الأذى، وإن كان الآخر أيضًا مشترك في هذا الجُرم، فإن الذي يعنيك بالدرجة الأولى هو هذا الزوج، ولو أن زوجك توقف عن قبول الرشوة أيضًا لتوقف مَن يدفع الرشوة إليه.

لذلك زادك الله حرصًا وخيرًا، وإن استطعت أن تبذلي أي شيء لمساعدة هؤلاء ولردِّ الظلم الذي وقع من زوجك عليهم فافعلي، فذلك مطلبٌ شرعي، وفيه مصلحة، واستمري في دعوة زوجك إلى التوبة النصوح والرجوع إلى الله -تبارك وتعالى-، وزادك الله حرصًا وخيرًا، ونكرر شكرنا على هذه المشاعر النبيلة، ونوصيك بأن لا تتركي زوجك، فهو أقرب الناس إليك، ونبشرك بقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (لأن يهدي الله بك رجلاً واحدًا خيرٌ لك من حُمْر النِّعم) فكيف إذا كان الرجل هو الزوج وشريك الحياة.

نسأل الله أن يقرَّ عينك بصلاحه وهدايته، ونكرر لك الشكر على هذا السؤال.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً