الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشاكل القولون المصحوبة بانتفاخات وكيفية علاجها والوقاية منها

السؤال

السلام عليكم.
إني أعاني من تشنج بالقولون، وأريد أن أعرف هل هو الذي يسبب لي ألماً في جنبي الأيمن أحياناً وأحياناً في الأيسر؟ ويكون هذا الألم أكثر عند التبول أو التبرز، وهو ليس متكرراً كثيراً، بل على فترات متقطعة طويلة.
من المعروف أن هذا المرض يسبب انتفاخات وكثرة خروج الغازات، فما هي الأطعمة التي تزيد من الغازات حتى أتجنبها؟ أرجو أن تذكروها لي بالتفصيل، وبأي دواء تنصحوني كي أتخلص من هذه الغازات، وهل الأمر عادي إذا استخدمت أي دواء للتخلص من هذه الغازات؟
بارك الله فيكم وجزاكم ألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ناني حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

هناك بعض التعليمات للتخفيف من وطأة هذه الأعراض أهمها ما يلي:

1- التقليل من حالات التوتر النفسي: وهذا يحتاج إلى بصيرة في حياة المريض اليومية، والتعرف على مواطن القلق والتوتر، ومن المهم التعرف على الطرق النفسية السليمة للسيطرة على القلق، وطرق الاسترخاء الذهني، وهذا من الممكن بمساعدة بعض الأطباء النفسانيين المتخصصين بهذا الفرع، وكذلك المشاركة في التمارين الرياضية، وشغل وقت الفراغ في الهوايات المحببة للنفس .

2- الاهتمام بنوعية الأطعمة التي من الممكن أن تكون إحدى العوامل المؤدية إلى اضطرابات الجهاز الهضمي، وأهم هذه الأنواع هي:

أ- البقول: مثل الحمص، الفول، الفلافل، العدس، الماش، وأنواع مختلفة من الخضراوات، والتي ينتج عن هضمها كميات من الغازات المسببة للاضرابات الهضمية .

ب- الحليب: وكذلك من الممكن أن يشتكي المريض من سوء هضم الحليب المسبب في كثير من الأحيان إلى انبعاث كمية كبيرة من الغازات أثناء عملية الهضم، ويشتكي 40% من المرضى من صعوبة هضم سكر الحليب .

جـ- العلكة والتقليل من مضغها، والتي تساعد على ابتلاع كمية كبيرة من الغازات أثناء عملية المضغ .

د- المشروبات الغازية بأنواعها المختلفة: حيث أنها تحتوي على كميات من غاز ثاني أكسيد الكربون مما يؤدي إلى انتفاخ في منطقة البطن، واضطرابات في الجهاز الهضمي.

وينصح أخصائيو الجهاز الهضمي بمضغ الطعام جيداً، وعدم الإسراع في أكل الطعام، وتوفير الجو الهادئ البعيد عن الشجار، والابتعاد عن طرح المواضيع المتنازع عليها، وتجنب الضجيج أثناء وجبات الطعام، وكذلك الابتعاد عن كل ما يزيد من القلق والتوتر النفسي أثناء الوجبات، وكذلك تجنب فترات الصيام الطويلة، والتي يتبعها عملية إملاء سريعة وبكميات كبيرة للمعدة، وتجنب الوجبات السريعة، والوجبات الدسمة والوجبات المحتوية على كميات كبيرة من البهارات والفلفل الحار، وكذلك ينصح أخصائيو الجهاز الهضمي بتناول كميات من الألياف الطبيعية والمتوفرة في كثير من الفواكه والخضراوات، وتناول السلطات المتنوعة.

إن الدراسات لا زالت تؤكد على أهمية الألياف الطبيعية لتنشيط حركة الأمعاء عامة، وحركة القولون بصورة خاصة، كما أن هذه المواد تساعد على انتظام عملية الهضم والتبرز، وتوجد هذه الألياف الطبيعية في مستحضرات طبية خاصة على شكل حبوب، أو حبيبات صغيرة جاهزة للالتهام، أو بودرة قابلة للذوبان بالماء.

العقاقير التي تستخدم لمثل هذه الحالة:
توجد مجموعة من العقاقير الطبية الخاصة، والتي من الممكن استخدامها بعد استشارة الدكتور الأخصائي للحد من الأعراض الجانبية لهذه المتلازمة، وأهم هذه العقاقير هي :

1- العقاقير الخاصة بتخفيف الآلام: فمن الممكن تناولها للحد من التقلصات التي تؤرق المريض من فترةٍ لأخرى، ومن الممكن تناول هذه العقاقير عند اللزوم فقط حسب استشارة الدكتور الأخصائي.

2- الألياف الطبيعية: وهي مواد مستخلصة من كثير من النباتات الطبيعية، والتي تساعد على عملية الهضم وانتظام حركة الأمعاء، ويحتاج الإنسان العادي إلى تناول من 25-35 جم يومياً من هذه الألياف، وقد أثبتت الدراسات أهميتها في الحد من حالات سرطانات القولون .

3- الأدوية المسهلة: وتستخدم في الحالات الخاصة المصحوبة بالإمساك الشديد، وهذه العقاقير متنوعة، وتعمل على انتظام القولون بطرق مختلفة ومتباينة، ومن الضروري الرجوع إلى الدكتور الأخصائي فهو الطريق السليم لاختيار أفضل الأنواع التي يحتاجها المريض .

4- الأدوية القابضة: وتستخدم هذه العقاقير في بعض الحالات والتي يكون فيها الإسهال المتكرر هو العرض الأساسي في هذه المتلازمة .

5- الأدوية المقاومة للاكتئاب النفسي، والأدوية الخاصة بالاسترخاء، والأدوية الخاصة للسيطرة على التوتر العصبي، كلها من العقاقير الهامة المستخدمة في مثل هذه الحالات وبدرجة نجاح كبيرة .

إن استشارة الدكتور الأخصائي مهمة في هذه الحالات؛ للتعرف على أفضل الأنواع التي يحتاجها المريض.

في الختام إن متلازمة القولون العصبي لا تسبب أي خطورة على الحياة، وكذلك لا تؤدي مطلقاً إلى أي مرض خطير على المدى البعيد، ومن الممكن السيطرة على كثير من هذه الأعراض المزعجة لدى الكثير من المرضى باتباع التعليمات سالفة الذكر، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً