الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يتعالج صديقي من هوس العظمة؟

السؤال

السلام عليكم

بداية أشكر موقع إسلام ويب على كل ما يقدمه من معلومات وخدمات جليلة.

أود استشارتكم في حالة صديقي، وهو في عمر 18 سنة، كان يعاني من نوبات الهوس والعظمة، ثم بعد فترة مباشرة يعاني من ألم عضوي عصبي شديد قد يستمر 6 أشهر.

في 2003 م ذهب للطبيب، وشخص حالته باضطراب في الموصلات العصبية، وكتب له ديباكين كرونو 500 مرتين وبرايانيل cr وسافينيز ولاموتريه واستيلاسيل وبروبرين ميثيلات، فقلت فترة الألم العصبي العضوي التي تأتي بعد الهوس، وأصبحت من شهر إلى ٣ شهور، في 2014 ذهب لطبيب آخر وكرر نفس الأدوية مع بعض المهدئات، ووصف حالته باكتئاب ثنائى القطب، في 2017 أضاف له طبيب آخر الكويتبكس 25 مجم يوميا، وأوقف السافينيز وهو يأخذ كل هذه الأدوية مرة واحدة في المساء.

حالياً يكون طبيعيا طوال السنة، وفي الشتاء يشعر بنشاط شديد وفرحة عارمة، وينفق أمواله بكثرة، وبعض الضلالات الفكرية، كأن يشعر أنه قائد أو عالم أو عظيم في هذا العالم، أو لديه ملكات ليست عند أحد، وأنه سيضيف للعالم أشياء هامة بفكره العظيم والمميز، ويشرع في عمل مشاريع عظيمة، ولكن سرعان ما تنتهي الفترة بعد شهر أو شهرين ويعود لطبيعته وإدراكه، وهو معلم لغة إنجليزية ومثقف ومتزن طوال العام، إلا في هذه الفترة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وعلى اهتمامك بأمر صديقك هذا، الذي أسأل الله تعالى له العافية والشفاء.

أخي: من الواضح جدًّا أن هذا الأخ – عافاه الله وشفاه – يُعاني من اضطراب وجداني ثنائي القطبية، النوبات الهوسية الموسمية لديه واضحة جدًّا، وهذا الأخ يحتاج قطعًا لتناول الأدوية المثبتة للمزاج، ومن أفضلها عقار يُسمَّى (دباكين كرونو Depakine-Chrono) وعقار آخر يُسمَّى (كويتيابين Quetiapine) أو الـ (كويتابكس Quitapex)، هذه هي الأدوية المثالية بالنسبة له، ويفضّل تمامًا أن يتجنب مضادات الاكتئاب، لأنها حتى وإن أخرجته من النوبة الاكتئابية لكن قد تُدخله في نوبة هوسية، وقد تتكرَّر هذه النوبات نتيجة لتناول مضادات الاكتئاب ويدخل فيما نُسمِّيه بالباب الدوَّار.

الحالة – يا أخي – واضحة جدًّا، وهذا المرض مرض بيولوجي، ويمكن علاجه، وخط العلاج الأساسي هو الدواء، وأرجو أيضًا من هذا الأخ ألَّا يتنقَّل بين الأطباء، يثبت مع طبيب واحد ثقة، والحالة واضحة جدًّا، لا يحتاج لأكثر من دوائين، بعد أن يستكمل فترة الجرعة العلاجية سوف ينتقل إلى الجرعة الوقائية.

بعض الأطباء ربما يفضّلون عقار (بريانيل Prianil) وهو الـ (ليثيوم Lithium)، هذا دواء رائع جدًّا، قد يكون بديلاً مناسبًا جدًّا للدباكين، لكن أتركُ هذا الأمر للأطباء.

طبعًا هذا الأخ أيضًا يجب أن يُنظم وقته، ويجب أن يتجنب السهر، لأن السهر ليس جيدًا في مثل هذه الحالات، حيث إن النوم الليلي المبكّر يؤدي إلى استقرار تام في كيمياء الدماغ، وكما تفضلت أن هذه الحالات يُعتقد أن هنالك اضطراب في الموصِّلات العصبية المختصة بإفراز بعض المواد الكيميائية الدماغية، وعلى وجه الخصوص مادة الدوبامين والسيورتونين.

إذًا النوم الليلي المبكّر، وتجنب السهر أمر ضروري، والانتظام على العلاج أيضًا أراه مهمًّا جدًّا، وحسن إدارة الوقت أيضًا مهمَّة جدًّا، والعبادة – خاصة الصلاة في وقتها – وهذا الأخ -بفضلٍ من الله تعالى- لديه عمل ممتاز، والعمل في مهنة التعليم أنا أراه دائمًا من المهن الطيبة والمهن التي من خلالها يمكن أن يستمتع الإنسان بعمله ويكسب أجرًا كثيرًا -بإذن الله تعالى-.

الحالة واضحة جدًّا، وتشخيصها واضح، وكذلك علاجها واضح، والأخ هذا إذا التزم بالأدوية العلاجية الصحيحة، وجعل نمط حياته نمطًا إيجابيًا؛ أنا أعتقد أن نسبة الشفاء في حالته عالية جدًّا، والشفاء لا أقصد به أن يتوقف عن الدواء، لا، مقياس الشفاء الحقيقي في الاضطرابات الوجدانية هو ألَّا تحدث انتكاسات للإنسان ما دام مواظبًا على علاجه.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً