الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من أعراض عضوية، فهل سببها نفسي؟

السؤال

السلام عليكم.

قبل أسبوع شعرت بحالة من عدم التوازن بعد الاستيقاظ صباحا، رافقها ألم في الرأس من الجهة الخلفية اليمنى ظهرا، بعد ذلك اليوم، كل يوم يوجد إحساس مختلف، أحيانا عدم اتزان يكاد لا يذكر، ولكنه شعور مزعج، أحيانا يرافقه ألم في الرأس مع غثيان، أحياناً شعور تعب في كل أنحاء الجسم، أحياناً ألم في مفاصل الأرجل، كل يوم شعور مختلف عن اليوم الذي قبله.

أفكر كثيراً في العمل وبالوضع الاقتصادي السيء الذي نمر به بسبب جائحة كورونا، قلق جداً من هذا الوضع، في بعض الأحيان تكون الحالة النفسية سيئة، الأيام كلها مثل بعض، قلة عمل، روتين يومي قاتل، والشعور الذي ذكرته مسبقاً يجعلني لا أرغب بعمل شيء في العمل أو البيت.

أصبحت لا أتناول وجبة العشاء لتخفيف الوزن، أحيانا لا تناول وجبة الإفطار لانشغالي في العمل، أنسى تناول كميات وافرة من المياه، علما أني أصبت بكورونا بأول شهر 11 سنة 2020، حاولت ذكر معظم الأمور التي حصلت وتحصل معي، فهل ما أشعر به سببه نفسي وتسببه حالة القلق؟ هل هناك داعي لعمل فحوصات معينة أو مراجعة دكتور مختص معين؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مما لا شك فيه أن وباء الكورونا أثر على المجتمعات والدول غنيها وفقيرها، وقلب الحياة الاجتماعية رأسا على عقب، وقد يكون في ذلك إنذار للبشر للعودة إلى طريق الحق والعودة إلى الجادة، والإسلام دين فطرة نتعود فيه ومعه على الطهارة وغسل الأيدي عشرات المرات في اليوم مع المضمضة والاستنشاق مما يمنع وصول الفيروسات إلى الجوف وإلى الجهاز التنفسي، مع التزام التباعد والعادات الصحية السليمة.

والشريعة الغراء تحثنا على النوم المبكر، وفيها يحصل الإنسان على هرمون النوم ميلاتونين، ويحصل على الهرمونات المسكنة التي تفرز ليلا مثل إندورفينز ومثل الكورتيزون، مما يصلح من شأن الساعة البيولوجية ويعيد ترتيب أعضاء الجسم المختلفة ويعيد برمجتها وحيويتها، والاستيقاظ المبكر مع صلاة الفجر له فضل كبير (وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا)، والخلاصة فإن هناك ما يعرف بغذاء الروح وغذاء الجسد، وغذاء الجسد يشمل الطعام والشراب الصحي والرياضة، وغذاء الروح في الصلاة وتلاوة القرآن وبر الوالدين، واتباع الصراط المستقيم وبين ذلك وذاك العمل، والاجتهاد في طلب الرزق ومساعدة من يحتاج إلى مساعدة.

ومع التوازن ما بين غذاء الجسد وغذاء الروح يحيى الإنسان حياة طبيعية صحيحة لا أمراض فيها، وإن مرض فإن جهاز المناعة والأدوية الموصوفة كفيلة بالتغلب على تلك الأمراض، وأرى أنك شاب في مقتبل العمر تحتاج إلى تناول غذاء صحي سليم، وتحتاج إلى تناول بعض المكملات الغذائية والفيتامينات.

نؤكد دائما على أهمية أخذ حقنة فيتامين D3 جرعة 300000 وحدة دولية، أو جرعة 200000 وحدة دولية حسب المتوفر، ثم تناول كبسولات فيتامين D3 الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، مع الحرص تناول مكملات غذائية مثل حبوب المغنسيوم 500 مج وحبوب الكالسيوم 500 مج وفيتامين C واحد جرام بشكل يومي لمدة شهرين أو أكثر وهي موجودة في محلات المكملات الغذائية.

ولا شك أن القلق والتوتر يؤديان إلى اضطراب مستوى هرمون السيروتونين، وهو الهرمون الموصل العصبي في الدماغ مما يؤدي إلى بعض الأمراض النفسية، ويمكن العمل على ضبط مستوى هرمون السيروتونين بشكل طبيعي من خلال ممارسة رياضة المشي أو إحدى الرياضات الجماعية مع الأصدقاء.

بالإضافة إلى الصلاة على وقتها وبر الوالدين وصلة الرحم وقراءة ورد من القرآن، والقراءة عموما لما تيسر لك من كتب والدعاء والذكر، كل ذلك يحسن الحالة المزاجية ويصلح النفس مع البدن، ومن المهم الحصول على قسط كاف من النوم ليلاً، مدة لا تقل عن 6 - 7 ساعات، مع ساعة قيلولة ظهراً، ولا مانع من تناول قرص ميلاتونين melatonin 5 mg قرصا واحدا يوميا قبل موعد النوم بساعة، وهذه الحبوب تضبط مستوى هرمون الميلاتونين ليلا مما يساعد في النوم العميق.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً