الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من وسواس الموت، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من الوسواس القهري في الموت منذ زمن، مثل أنني أتأكد من الأشياء أنها مرتبة بعناية، وقبل الخروج من البيت عندي طقوس لا بد أن أعملها، وإذا لم أفعل هذه الطقوس، أحس بأن شيئًا سيقع لي ولكنني تغلبت على بعض منها، لكن منذ 5 سنوات توفيت جدتي، وكنت موجودًا أشاهدها تحتضر.

أعاني من وسواس الموت، وتأتيني أفكار وتخيلات أو تهيئات بأنها تكلمني، وبالليل تأتيني أحلام وكوابيس، واليوم جاءتني ضيقة قوية وجفاف الفم وتهيئات، أصبحت أعاني بشدة من هذه الأشياء.

أرجو المساعدة، وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.

أخي: يظهر أن شخصيتك شخصية حسَّاسة، ولديك ميول أصلاً للوساوس، وشيء من المخاوف، وكما تفضلت تعدَّدتْ عندك محتويات الوساوس، والآن انتهيت بهذا الوسواس، وهو الوسواس حول التخوّف من الموت، وهذا وسواس شائع جدًّا.

علاج هذا الوسواس يكون من خلال التحقير.
- إيقاف الأفكار.
- عدم الخوض فيها.
- وصرف الانتباه تمامًا.

ومخاطبة هذه الأفكار الوسواسية بأن تقول: (أنت فكرة حقيرة، الأعمار بيد الله)، وتسعى دائمًا أن تعيش حياة طيبة، وأن تقوم بأفعالٍ مفيدة، فيما يتعلَّق بدراستك، فيما يتعلق بالتواصل الاجتماعي، الحرص على العبادات، ممارسة الرياضة، تكون شخصًا فعالاً ومُؤثِّرًا ومفيدًا في أسرتك، وبارًّا بوالديك.

إذًا صرف الانتباه التام عن الوسواس -أفعالاً كانت أو أفكارًا أو طقوسًا- لا تُناقشها، لا تحاورها، أغلق الباب أمامها، واصرف انتباهك عنها، واستبدلها بما هو مخالف لها.

وأنا أبشرك أن هذا النوع من الوساوس يستجيب بصورة ممتازة أيضًا للعلاج الدوائي، لكن لا تهمل الإرشادات السلوكية التي ذكرتها لك.

من أفضل الأدوية التي سوف تفيدك عقار يُسمَّى علميًا (سيرترالين)، وله عدة مسميات تجارية، منها (زولفت)، لكن ربما تجده في بلدكم تحت مسمَّى آخر. هذا الدواء أنت تحتاج له بجرعة نصف حبة -أي خمسة وعشرين مليجرامًا- كجرعة بداية، تتناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك اجعلها حبة واحدة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم اجعل الجرعة حبتين يوميًا -أي مائة مليجرام- وهذه هي الجرعة الوسطية التي تكفي في حالتك تمامًا.

استمر على جرعة المائة مليجرام يوميًا لمدة أربعة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة أبدًا، بعد ذلك خفض الجرعة لحبة واحدة يوميًا -أي خمسين مليجرامًا- لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة -أي خمسة وعشرين مليجرامًا- يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

السيرترالين غير إدماني، وغير تعوّدي، ومن الأدوية الممتازة جدًّا، له بعض الآثار الجانبية البسيطة، فربما يفتح الشهية نحو الطعام قليلاً، كما أنه بالنسبة للمتزوجين عند المعاشرة الزوجية ربما يُؤخّر القذف المنوي قليلاً، لكنه لا يؤثّر أبدًا على الصحة الإنجابية أو الذكورية عند الرجل.

تحتاج أن تُدعّم السيرترالين بدواء آخر بسيط، يُعرف باسم (رزبريادون) بجرعة واحد مليجرام، ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله. أيضًا هو دواء جيد، وسليم، وفاعل، يُستعمل لعلاج الذهانيات، لكنه بهذه الجرعة البسيطة نستعمله لعلاج القلق وكذلك لتدعيم فعالية الأدوية الأخرى من أجل القضاء على الوساوس القهرية، وقطعًا توجد أدوية كثيرة أخرى مفيدة.

هذه هي النصائح التي أودُّ أن أوجِّهها لك، وطبعًا إن استطعت أن تذهب إلى طبيب نفسي أيضًا هذا سوف يكون مفيدًا بالنسبة لك.

وللفائدة راجع هذه الروابط: (2181620 - 2250245 - 2353544 - 2419484).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً