الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تناول دواء الهيستازين لمدة طويلة يضر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من مرض الفصام العقلي، وأنا أتناول دواء يسمى هيستارزين histazin بدلا من الكمدرين بناء على استشارة سابقة لكم، لكون الكمدرين لا يتوفر باستمرار ويحتاج لوصفة طبية.

سؤالي: هو هل يضر تناول الهيستازين لفترة طويلة؟ علما أن على مدار سنتين ونصف أتناول يوميا حبتين ولم أشعر بأي مضاعفات، كما أنه أنهى معاناتي مع الحساسية الموسمية (حساسية الربيع)، ووالدتي تعاني من حساسية الجلد على مدار العام، هل من الممكن إعطاؤها الهيستازين باستمرار دون أضرار؟ وهل يفيد في علاج التهابات الجسم؟

علما بأنني أعاني من مرض منقار الكعب الذي يسببه التهاب اللفافة الأخمصية.

وجزيتم عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية -أخي الكريم-، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخي: الـ (هيستارزينhistazin ) هو أحد مضادات الهيستامين، وهو دواء في الأصل يُستعمل لعلاج الحساسية، وله خاصِّيّة – وإن كانت ضعيفة لكنّها مهمَّة – وهي أنه يُعالج بالفعل بعض الآثار الجانبية التي قد تنتج من بعض الأدوية النفسية التي تُستعمل في علاج مرض الفصام، فهو يمنع التخشُّب أو الانشداد العضلي، كما أنه يمنع الرجفة، وفي ذات الوقت يُحسِّنُ النوم ويُقلِّلُ من القلق.

أخي: الدواء -إن شاء الله- ليس منه خطورة حقيقية، هنالك بعض التحوّطات التي لا بد أن نحتاط لها، وهي: أن مضادات الهيستامين بصفة عامة قد يتعوّد عليها الناس بدرجة متفاوتة ومختلفة، وهذا التعوّد لا أقول أنه إدمان مطلق، لكنّه في بعض الأحيان قد يُسبِّبُ مشكلة، بمعنى أن الإنسان إذا توقّف عنها فجأة يحسُّ بآثارٍ انسحابية شديدة، ويُصاب بالقلق وبالتوترات، ويبدأ يبحث عن هذه الأدوية هنا وهناك.

أنا أقول لك أن تناولها بجرعة صغيرة ولمدة طويلة لا بأس فيه أبدًا – يا أخي – و-إن شاء الله تعالى- لا تُوجد خطورة، وأنت الآن تتناول حبتين، لا مانع في ذلك، لكن إذا جعلتها حبة واحدة ربما يكون هذا أفضل.

عمومًا: الذي أقصده ألَّا تزيد الجرعة، هذا أمرٌ مهمٌّ جدًّا، وما دام هذا الدواء يُريحك – وهو دواء بسيط – فيمكنك أن تستمر عليه بالضوابط التي ذكرتُها لك.

بالنسبة لوالدتك: يا حبذا لو قامت بالفحص وقابلت طبيبًا مختصًّا في الأمراض الجلدية أو في أمراض الحساسية ليضع لها الخُطّة العلاجية السليمة، لا شك أن الهيستارزين سوف يفيدها، لكن لا بد أن نعرف أسباب هذه الحساسية، أنت ذكرت أنها حساسية موسمية، فهذه الحساسيات الموسمية يمكن في بعض الأحيان أن يُحدَّد الشيء الذي يُثيرها – مثلاً – مع ظهور بعض النباتات وتفتُّحها، وهكذا، دائمًا الفحص الطبي الرصين يكون أفضل، ومن ثم يمكنها أن تتناول العلاج المناسب إذا كان الهيستارزين أو غيره.

الهيستارزين لا يفيد طبعًا في التهابات الجسم، الالتهابات تُعالج من خلال المضادات الحيوية، هذا هو الأفضل.

ختامًا أشكرك على ثقتك في إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وأسأل الله تعالى أن يُبلِّغنا رمضان جميعًا، وأبارك لك الشهر الكريم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً