الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أتناول الدواء النفسي وأريد بديلا لهذا الدواء، فكيف يمكنني ذلك؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا أتناول العلاج النفسي منذ 5 سنوات عن طريق الدكتور النفسي، أما الآن لا أذهب إليه بسبب التكلفة، وكنت أتناول دواء (ليسيتال (4) فأنا مرتاح عليه ولكن للأسف الشركة توقفت عن استيراده في السعودية.

حاليا أتناول دواء (فلوزاك 20)، وللأسف لم أرتح عليه، فهو سبب لي ضيقا شديدا في صدري أو قلبي، وتفكيرا سلبيا، وخوفا من المستقبل، وعندما أسمع أي شيء يزعجني أشعر بحرارة في جسمي وظهري.

أنا أتعلم التصاميم والجغرافيك على الكمبيوتر، وكنت أجتهد وأحاول أن أتعلم ونفسيتي مرتاحة، أما الآن أتكاسل، وأتعلم بشكل بسيط بسبب ضيق نفسي، وعدم تركيزي.

أتمنى أن تصفوا لي دواء في سعودية يكون رخيصا ولا يزيد عن 100 ريالا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يزن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لديك استشارات سابقة، ونحن نرحب بك دائمًا في الشبكة الإسلامية، وعلى إثرائك لهذا الموقع.

أنا أسديتُ لك نصائح فيما مضى تتعلَّق بكيفية حُسن إدارة الوقت والتفكير الإيجابي وحسن إدارة الحياة، والإنسان يجب أن يُؤهِّل نفسه نفسيًّا واجتماعيًّا وسلوكيًّا ورياضيًّا، لأن هذه كلها مهمَّة جدًّا للارتقاء بالصحة النفسية. وبالنسبة لحالتك الآن: من الواضح جدًّا أنه لديك أعراض القلق والتوتر وشيء من الاكتئاب القلقي البسيط، وعليك بالتطبيقات السلوكية التي ذكرتها لك سلفًا.

أمَّا بالنسبة للعلاج فأنا أؤكد لك أن هذه الأدوية متقاربة ومتشابهة جدًّا، وحتى الصناعات الدوائية المحلية أصبحت الآن ممتازة جدًّا، يعني فعالية الفلوزاك مثلاً بالنسبة للبروزاك – وهو الدواء الأصلي – ليس أقل من تسعين بالمائة، وهكذا. وأنا لا أريدك حقيقة أن تنزعج لهذه الفوارق في صناعة الأدوية، أنا لا أخفي أنه ربما تكون هنالك بعض الفوارق لكنها بسيطة، وليست كبيرة.

ربما يكون من الأفضل لك أن تنتقل لدواء غير الفلوزاك، أنا أرى أن عقار (سيرترالين) والذي يُسمَّى تجاريًا (زولفت) ويُسمَّى (لوسترال) أيضًا، وربما تجده تحت مسميات تجارية أخرى، ربما يكون هو الدواء الأفضل بالنسبة لك، وكل عشرين مليجرامًا من الفلوزاك تُعادل خمسين مليجرامًا من السيرترالين، وعملية الاستبدال سهلة جدًّا:

توقف مباشرة عن الفلوزاك، وهذا إن شاء الله تعالى ليس له أي تبعات سلبية، وابدأ في تناول الزولفت بجرعة نصف حبة (خمسة وعشرين مليجرامًا) يوميًا لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك اجعلها حبة واحدة يوميًا، وأعتقد أنها سوف تكون كافية جدًّا.

هذه هي نصيحتي لك – أخي الكريم – وأهم شيء أن تمارس الرياضة، وأن تكون متفائلاً، وأن تُحسن إدارة وقتك، تتجنب السهر، الغذاء المتوازن، والبحث عن العمل، أنا ذكرتُ لك هذا سلفًا، قيمة الإنسان حقيقة تتأتَّى في العمل، فهو أفضل وسيلة لتأهيل الإنسان، وطبعًا الحرص على العبادات، وبر الوالدين، هذه كلها لها تبعات إيجابية جدًّا على صحة الإنسان النفسية والجسدية، ولك إن شاء الله تعالى الأجر والثواب على ذلك.

بالنسبة للسيرترالين: سعره ليس أكثر من مائة ريال، أنا أراه دواءً جيدًا، وتوجد منتجات سعودية ممتازة جدًّا، يوجد منتج لشركة تبوك، وربما لشركات أخرى. فانتقل من الفلوزواك إلى السيرترالين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً