الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشك بإصابتي بالأمراض واشك في تصرفات من حولي، فما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب أبلغ من العمر 24 سنة، لاحظت في آخر سنتين بأن لدي شكوك وتفسيرات لتصرفات الناس تكون سلبية، وذلك بمجرد كلمة أو تعبير غير مناسب منهم، ربما هم في حالة غضب مني، خاصة عندما أقوم أنا بتصرف غير لائق ربما! وتزول هذه الفكرة في يوم أو يومين كحد أقصى، وتتكرر بشكل دوري.

علما أنني أعلم أنها أفكار غير صحيحة، بالإضافة إلى إنني في بعض المرات أظن بأني مصاب بمرض معين، بمجرد البحث عنه ووجود تطابق في الأعراض، ثم تختفي الوساوس في غضون يومين أو أكثر.

المرجو منكم تفسير حالتي، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

ما تعانيه ليس مرضًا نفسيًّا، إنما هي ظواهر متعلِّقة بالشخصية، فالشخصية لها مكوّناتها الوجدانية، ولها أبعادها النفسية والسلوكية، وشخصية الإنسان قد تكون حسَّاسة، قد تكون تحمل سمات بعض الوساوس، وقد تكون شكوكية أو ظنانية، وقد تكون شخصية انبساطية، وقد تكون شخصية اكتئابية، ... وهكذا، هنالك عدة أنواع وسمات تتصف بها شخصية الإنسان، وفي بعض الأحيان قد تكون هنالك أكثر من صفة أو سمة موجودة لدى نفس الشخص.

أنا أعتقد أن الذي لديك هو نوع من السمات الوسواسية البسيطة التي تجعلك في بعض الأحيان، تلجأ لسوء التأويل حول مقاصد الناس فيما يتعلق بشخصك الكريم.

العلاج – أيها الفاضل الكريم – هو بالتجاهل، وألَّا تهتمَّ بهذا الأمر تمامًا، وأن تحاول دائمًا أن تُحسن الظنّ بالناس، وأهم من ذلك أن تعامل الناس كما تحب أن يعاملوك، وأيضًا أن تقبل الناس كما هم لا كما تريدهم، هذه كلها حقيقة أساليب نفسية سلوكية، إذا طبَّع الإنسان نفسه عليها يستطيع أن يتماشى مع الناس، وألَّا يتأثر بتعليقاتهم، أو يتعب نفسه في البحث عن مقاصدهم ونواياهم، وإحسان الظنّ هو سمة من سمات المسلم. وكن - يا أخي الكريم – دائمًا مع الصالحين من الشباب، لأن رفقة الإنسان تؤثِّر في مسلكه، واسعى لأن تكون مع المتميزين، مع المتفوقين في دراستهم، الذين يحرصون على أداء صلواتهم، اسعى دائمًا لأن تكون بارًّا بوالديك، نظِّم وقتك؛ لأن تنظيم الوقت يؤدي إلى استقرار الشخصية.

وأيضًا لا تكتم، حاول أن تُعبّر عن نفسك أوّلا بأوَّل، خاصة الأشياء التي لا تُرضيك، لأن النفس إذا احتقنت تلجأ إلى تأويلات سلبية، وتوسوس، وتكون حسَّاسة جدًّا، النفس لها محابس لابد أن نفتحها في بعض الأحيان، وهذا يأتي من خلال التعبير عن الذات.

ممارسة الرياضة أيضًا تقضي تمامًا على الطاقات النفسية السلبية، وتكوّن طاقات نفسية إيجابية كثيرة، فهذه أيضًا إحدى نصائحي لك. والرياضة الجماعية على وجه الخصوص وجدناها مفيدة جدًّا، مثلاً: ممارسة كرة القدم، كرة السلة، وما شاكل ذلك. الانضمام لأي مجموعة اجتماعية أو ثقافية أو خيرية، أو الانضمام حلقات لتدارس القرآن أيضًا تُنمّي الشخصية تنمية إيجابية جدًّا، وعليك أن تجتهد في دراستك حتى تكون من المتميزين.

هذه نصيحتي لك، لا أراك مريضًا، وهذه مجرد ظاهرة، وأنا في بعض الأحيان أيضًا أوصي بدواء بسيط جدًّا، وإن كانت الحالة ليست مرضية، لكن هنالك أدوية بسيطة تُقلِّل من القلق والتوترات الداخلية، وتُساعد على أن يتخلص الإنسان من أعراضه بسرعة، خاصة أعراض القلق والوسوسة والشكوك الظنانية.

الدواء يُعرف باسم (سولبرايد) واسمه التجاري (دوجماتيل)، وربما تجده تحت مسميات تجارية أخرى، يمكنك أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة في الصباح (خمسين مليجرامًا) لمدة أسبوع، ثم اجعلها كبسولة واحدة صباحًا ومساءً لمدة أسبوعين، ثم كبسولة واحدة صباحًا لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

الدواء بهذه الجرعة البسيطة ولهذه المدة القصيرة دواء سليم جدًّا، وفاعل، وغير إدماني، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأكرر شكري وتقديري لك لثقتك في إسلام ويب، وأسأل الله أن ينفع بنا جميعًا، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً