الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضعف صلة العبد بربه وكيفية تقويتها.

السؤال

السلام عليكم..

الحمد لله كانت نشأتي في المسجد، رغم أني من عائلة ليست متدينة إلى حد كبير، كنت بحمد الله مداوماً على الصلاة والصيام، وبحمد الله لم أصاحب فتاة قط، حتى أني أمتنع عن مصافحتهن، ولكن منذ فترة 4 أشهر وأنا بعيد عن الصلاة، حتى أنها تغيب عني أحياناً من الجمعة إلى الجمعة.

كما أني في بعض الأحيان ألجأ إلى المواقع الخليعة على الإنترنت، طبعاً دونما أن يراني أحد، إلا أني في النهاية حزين أشعر بقيود تمنعني من الرجوع إلى الله، حتى وأنا أكتب هذه الرسالة أبكي عما يحصل لي .

فأرجوكم ساعدوني لأستعيد على الأقل ما كنت عليه، علماً أني لم أفقد روح التضحية في سبيل الله، ومستعد أن أقدم روحي رخيصة لأجله.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم‏
الأخ الفاضل/علاء حفظه الله.‏
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنّه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في ‏موقعك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يغفر لك، ‏وأن يتوب عليك، وأن يردك إليه مرداً جميلاً، وأن يكرّه إليك الفسوق والعصيان.‏

وبخصوص ما ورد في رسالتك:

فاعلم أن الوقوع في المعاصي بعد الطاعة وتذوق حلاوة ‏الإيمان أمرٌ في غاية المشقة والألم والصعوبة على النفس الصادقة؛ لأن الطاعة نور والمعصية ظلمة، ‏الطاعة تقربك من حبيبك ومولاك، وتجعلك أهلاً لفضله وعفوه وإحسانه ورحمته، وأما المعصية فإنها ‏تبعدك عنه وتحرمك من عطائه وفضله وبره، وهي سبب كل بلاء، وأساس كل حرمان وشقاء، ولو ‏نظرت معي في القرآن الكريم إلى تاريخ الأمم السابقة لوجدت أن سبب هلاكها إنما هي المعصية، بل ‏هي سبب خروج آدم عليه السلام من الجنة، فهي لا تأتي بخير مطلقاً، ولذلك لابد لك من مقاومة ‏هذه الرغبات المحرمة، وهذه الوساوس الشيطانية، قاوم بكل ما تملك، وتشبث بأقصى ما تستطيع ‏بحبل الله، والمحافظة على الطاعة خاصة الصلاة، حتى ولو صليت ولم تشعر بطعم الصلاة ولا حلاوتها ‏لا تتوقف عنها أبداً. اجتهد وقاوم وقاتل في سبيل المحافظة عليها؛ لأنها من أعظم أعمال الإيمان، ولها ‏نور يقذفه الله في قلب العبد، فيظل به قريباً من الله، فاجتهد في المحافظة عليها بأي صورة، ‏المهم ألا يفوتك وقت أبداً.

واعلم أنك قادرٌ على ذلك بشيءٍ من العزيمة الصادقة والإرادة القوية، ‏وعدم الاستسلام لنزعات الشيطان، وتأكد من أنك سوف تستعيد لياقتك الإيمانية في أقرب فرصة، ‏وبالمحافظة على الصلاة سوف تتوقف عن مشاهدة الصورة المحرمة؛ لأن حياءك سيزداد من الله، وابحث ‏لك عن صحبةٍ صالحة تقضي معها معظم وقتك، خاصةً أوقات فراغك، وإذا كان الجهاز في غرفتك ‏فأخرجه إلى الصالة -أي: مكان عام في المنزل-؛ حتى لا يستغلك الشيطان وأنت وحدك، واحرص على ‏ألا تستعمل الجهاز ليلاً، وإنما اجعل دخولك إليه واستعمالك له نهاراً فقط، وأكثر من الدعاء ‏والإلحاح على الله أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يردك إليه مرداً جميلاً، وأن يجعلك من المؤمنين ‏الصادقين، وأهم شيء البحث عن الصحبة الصالحة ومجالس العلم، وأنا واثق من أنك سوف ترجع إلى ‏ما كنت عليه، بل وستكون أفضل إذا أخذت بالأسباب وقاومت نزعات الشيطان وقهرت نفسك ‏وهواك، فاستعن بالله ولا تعجز.‏

والله ولي التوفيق والسداد.‏



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً