الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التهيؤات الكاذبة وأخشى زيارة الطبيب، ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في الفترة الأخيرة بدأت تأتيني تهيؤات، فمثلاً أرى جماد يتحرك، أو أسمع أصوات ناس أعرفهم وهم غير موجودين معي.

عندما أخبرت أمي بالأمر نظرت لعينيها وفجأة انتابني الخوف والهلع منها، ولا أدري لماذا؟ كنت سوف أهرب أو أصرخ، ولكن شيء ما بداخلي جعلني أتمالك نفسي.

نفس الأمر حصل معي أيضا مع زوجي، فجأة نظرت إلى عينيه وانتابني نفس الشعور، لا أستطيع التحدث مع الطبيب؛ لأنني في أوروبا، ومثل هذه الأحداث يسمونها أمراضا نفسية، ويعطون المريض أدوية لعلاجها.

أرجو التوضيح إن كان لديكم تفسير لحالتي، ولهذا الشيء الذي أعانيه.

ودمتم بألف خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

التجربة التي تمرِّين بها، وهي التهيؤات التي في شكل رؤية جماد يتحرّك أو سماع أصوات لأناس معروفين لديك وهم ليسوا حولك: هذا نوع من الهلاوس الكاذبة، هلاوس بصرية وهلاوس سمعية، والهلاوس نحن نعطيها اهتمامًا كبيرًا في درج التشخيصات النفسية، لأنها قد تكون دليلاً على اضطرابات نفسية، أو اضطرابات وجدانية، أو حتى أمراض ذُهانية - أي عقلية -.

أنا أبشرك أن هذا النوع من الهلاوس الكاذبة - أو ما يشبه الهلاوس - لا نُشاهده أبدًا في الاضطرابات العقلية، إنما قد يحدث في حالات قلق المخاوف والتوترات النفسية الداخلية، فغالبًا أنت لديك درجة من قلق المخاوف، وهذا هو الذي يجعلك تمرين بهذه التجربة، وأنت ذكرتِ أنه حدث لك خوف وهلع، فإذًا العملية كلها متداخلة ومترابطة مع بعضها البعض.

أنا أعتقد أن تجاهل مثل هذه الظاهرة سيكون علاجًا أساسيًا، ولا تُدخلي نفسك في توهُّمات.

والأمر الآخر هو: تجنّبي الإجهاد النفس والإجهاد الجسدي، والإجهاد الجسدي يتم تجنُّبه من خلال النوم الليلي المبكّر، وتجنُّب السهر، وممارسة الرياضة، والتوازن الغذائي.

أيضًا الأذكار والحرص عليها مهمّة جدًّا، أذكار ما بعد الصلوات، وأذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ وغيرها من الأذكار، والتسابيح والاستغفار، تبعث في الإنسان طمأنينة كبيرة جدًّا.

أيضًا تمارين الاسترخاء نجدها أحد العلاجات المهمة جدًّا للقلق وللتوتر والمخاوف، وهذا النوع من الهلاوس الكاذبة أو ما يشه بالهلاوس، فأرجو أن تتدرّبي على تمارين الاسترخاء بجدّية، تُوجد برامج ممتازة جدًّا على اليوتيوب توضح كيفية ممارسة هذه التمارين، كما أن إسلام ويب أعدت استشارة رقمها (2136015)، أوضحنا فيها كيفية تطبيق تمارين الاسترخاء.

هذه هي الأشياء التي أنصحك بها، فقد تكلمنا عن التشخيص لهذه الظاهرة، وكذلك سُبل علاجها.

طبعًا الأدوية أيضًا تُساعد، الأدوية المضادة لقلق المخاوف مثل عقار (سيبرالكس) والذي يُعرف علميًا باسم (اسيتالوبرام)، فإن كان بالإمكان الحصول عليه أعتقد أنك يمكنك أن تتناولينه بجرعة صغيرة ولمدة قصيرة، هناك حبة تحتوي على عشرة مليجرام، وحبة أخرى تحتوي على عشرين مليجرامًا، أنت في حاجة للحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام، تبدئي في تناول نصف حبة - أي خمسة مليجرام - يوميًا لمدة عشرة أيام، ثم بعد ذلك اجعلي الجرعة حبة واحدة (عشرة مليجرام) يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعليها خمسة مليجرام يوميًا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن السيبرالكس. دواء فاعل، دواء ممتاز.

وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأؤكد لك أن الدواء غير إدماني، ولا يُؤثّر أبدًا على الهرمونات النسائية.

إذًا تفهم حالتك، تجاهل الأعراض، وتطبيق الإرشادات السلوكية السابقة، وقطعًا لو تناولت الدواء أيضًا سوف يكتمل الشفاء تمامًا -بإذن الله-.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً