الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب فقداني للتركيز وشعوري بأنه سيغمى علي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب عمري ٢٨ سنة، قبل أسبوع من الآن شعرت بغثيان وضيق تنفس، وسرعة في دقات القلب، وأنه سوف يغمى علي، ذهبت للمشفى، ولكن لم يتم تشخيص حالتي بالشكل اللازم، وقال الدكتور: إن القولون العصبي يسبب لك الغازات، وتشعر بالخوف.

بعدها بخمسة أيام كنت أمارس لعبة الطبول، ولم أشعر بشيء، وبعد المباراة شعرت بعدم القدرة على التنفس، وتسارع في دقات القلب، والشعور بأنه سوف يغمى علي، ثم ذهبت إلى المشفى، وتم عمل تخطيط قلب وبعض الفحوصات، وكلها سليمة -الحمد لله-.

الآن أتبع حمية غذائية، وفي بعض الأحيان أشعر بعدم التركيز، وأنني سوف أسقط ويغمى علي، ولكن لا يغمى علي، حين أشعر بهذه الحالة أشعر بالخوف الشديد، فلا يوجد لدي إخوه، وأبي متوفي -رحمه الله- وأمي تخاف علي كثيرا، وأخاف إن أغمي علي أن يحصل شيء لأمي.

مشكلتي الوحيدة التي لم أجد لها تفسيرا أنني أفقد التركيز وكأنه سوف يغمى علي، ودائما أنظر إلى يدي لكي أشعر إن كان هناك تشويش حول عيني، لكن لا يوجد شيء سوى أنني أشعر بأنني أفقد التركيز، وأنني سوف أسقط على الأرض ويغمى علي، هل هذه المشكلة نفسية أم طبية؟

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ضرار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على ثقتك في هذا الموقع، واستشارتك واضحة جدًّا، وهي ليست طويلة، فكل معلومة ذكرتَها فيها معلومة مهمَّة.

أيها الفاضل الكريم: ما حدث لك أستطيع أن أقول أنها نوبة هلع وفزع وهرع، أقول هذا وأنا على درجة عالية من اليقين، بمعنى آخر: أن الحالة حالة نفسية وليست حالة عضوية، لكن دائمًا التأكد من الجوانب العضوية هو أمر صحيح وأمرٌ حكيم، فالجسد لا ينفصلُ عن النفس، والعكس صحيح.

أنت قمت بإجراء بعض الفحوصات وتخطيط القلب، وهذا إجراء صحيح جدًّا، وإذا كانت هناك أي فحوصات أخرى يمكن أن تقوم باستكمالها، وأنا على ثقة تامَّة أنها -إن شاء الله تعالى- كلها سوف تكون سليمة، وعلى ضوء ذلك يكون التشخيص هو نوبات هرع متباعدة، والقلق النفسي المصاحب هو الذي يُؤدي إلى ضعف التركيز، ويشعر الإنسان بالفعل بشيء من الدّوار البسيط، أو قد لا يشعر به، لكن غالبًا يحسّ أيضًا بخفّة في الرأس وأنه سوف يُغمى عليه، وأنه لا يستطيع أن يثبّت أرجله على الأرض، هذا يحدث لكثير من الناس الذي يُعانون من هذه النوبات.

والحالة تُعتبر حالة نفسية -كما ذكرتُ لك- لكن أرجو أن تُكمل فحوصاتك حتى تطمئنَّ تمامًا، وبعد أن يثبت وبصورة قاطعة أن الحالة بالفعل هي نوبة هرع، بعد ذلك يمكن أن تتناول دواء بسيط جدًّا يُسمَّى (سيبرالكس) واسمه العلمي (اسيتالوبرام)، مع جرعة صغيرة من عقار (إندرال)، وتُطبّق تمارين استرخاء (تمارين التنفس المتدرجة)، مفيدة جدًّا لعلاج مثل هذه الحالات، كما أن تجنُّب الإجهاد النفسي والجسدي ضروري ومهم، وهذا يحدث من خلال: تجنُّب السهر، والحرص على النوم الليلي المبكّر، وممارسة الرياضة، وأن تُحسن إدارة وقتك، وأن تجعل لحياتك أهداف، وتضع الآليات المناسبة لتحقيق هذه الأهداف، والتواصل الاجتماعي مهم، والدعاء والأذكار والصلاة في وقتها من الدعائم النفسية المهمَّة جدًّا.

فيا -أخي الكريم-: كما قلتُ لك الحالة حالة نفسية في أغلب الظنّ، وهي حالة نفسية بسيطة جدًّا، فأرجو أن تتبع ما ذكرتُه لك من إرشاد، وإنْ أردتَّ أيضًا أن تذهب إلى طبيب نفسي فهذا يُعتبر قرارًا سليمًا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً