الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أود إيقاف دواء الاكتئاب، ما رأيكم؟

السؤال

السلام عليكم
الله يجزيكم الخير على هذا العمل الرائع.

كيف أعرف الطريقة الصحيحة لإيقاف دواء زولفت عيار 100 مرتين في اليوم، منذ أربعة شهور من الاستخدام؟ ودواء يساعد على النوم عيار 50 حبة كل يوم، ما طريقة إيقاف هذه الأدوية؟

مع كل الاحترام والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمزه حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية.

أولاً أخي الكريم: دائمًا يُستحسن أن تُوضع الخطة السليمة لسحب الدواء بواسطة الطبيب الذي وصف الدواء، هذا -يا أخي- من الناحية العلمية والأخلاقية هو الأساس الرصين الذي دائمًا نُوصي به الناس.

ثانيًا: التوقُّف من العلاج الدوائي يجب أن يكون ثلاثة إلى ستة أشهر بعد التحسُّن التامّ، بمعنى أن الإنسان بعد أن يتحسَّن أو تختفي أعراضه، أو يصل -إن شاء الله- لدرجة الشفاء؛ يجب أن يظل على الدواء لمدة ثلاثة إلى ستة أشهر، وذلك من أجل تدعيم هذا التحسُّن أو الشفاء، ومن أجل منع الانتكاسات كذلك.

الطريقة -بالنسبة للتوقُّف من الزولفت- سوف أذكرها لك: أنت تتناول مائتين مليجرام في اليوم، وهذه هي الجرعة القصوى، والتوقُّف يكون من خلال أن تُخفض خمسين مليجرامًا أولاً -أي تكون الجرعة مائة وخمسين مليجرامًا- وهذه تستمر عليها لمدة أسبوعين، ثم تخفض خمسين مليجرامًا أخرى لتُصبح الجرعة مائة مليجرام يوميًا، وهذه الجرعة تستمر عليها لمدة أسبوعين أيضًا، أي تكون في خلال شهرٍ من الزمان قد تخلصت من مائة مليجرام من الدواء.

بعد ذلك يكون التخفيض بطيئًا نسبيًّا، تُخفِّض خمسة وعشرين مليجرامًا كل أسبوع، إلى أن تصل الخمسة وعشرين مليجرامًا الأخيرة، تستمر عليها لمدة أسبوعين، ثم تجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة أسبوعين أيضًا، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

هذه الطريقة -يا أخي- طريقة بسيطة وسليمة وبطيئة، وتضمن -إن شاء الله تعالى- ألَّا تحدث آثارًا انسحابية.

أمَّا الدواء الذي يُساعد على النوم فأنت لم تذكر اسمه، ولذا يصعب علينا حقيقة أن نُسدي بأي نصيحة حيال كيفية التوقُّف عنه، وكما ذكرتُ لك سلفًا: قطعًا يُستحسن أن تتواصل أيضًا مع طبيبك حول هذا الموضوع. وبصفة عامّة:

1. يجب أن تُركّز على الآليات العلاجية السلوكية وغير الدوائية، وذلك بجانب طبعًا تناول الدواء.

2. التركيز على نمط الحياة، وأن يكون الإنسان إيجابيًّا في تفكيره وسلوكه وأفعاله، هذا يعطي الإنسان فرصة ألَّا تحدث له انتكاسة بعد التوقف من الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً