الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد وفاة ابني فقدت طعم الحياة، فكيف أتصبر؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عندي ثلاثة أبناء، الابن الأوسط كان عمره خمس عشرة سنة، هو روحي وقلبي، كان طيبا ومتفوقا وذكيا، وفجأة تعب وشعر بألم في الصدر، فذهبت به إلى الطبيب، وعمل له أشعة وتحليل، وقال: حساسية في صدره؛ لأن الأشعة سليمة، تناول العلاج ولكن لم يتحسن، كان يتحرك ويأكل ولكن الألم ما زال موجودا.

في اليوم الثاني دخل الحمام وخرجت روحه فمات، الحمد لله رضيت بما قدره الله واحتسبته، سؤالي: هل أنا قصرت في حقه؟ لأن ضميري غير مرتاح، وأنا فعلا أموت من غيره، وافتقدت الحب، والحنان، والقلب الجميل، أشعر أن كل شيء لا طعم له، مع العلم أن عمري41 سنة، وبعد وفاته حاولت الإنجاب كنوع من الهدوء النفسي لي وللأسرة، وإدخال الفرح، ولكن لم يتم الحمل، فحالتي النفسية سيئة، فأنا أتذكره دائما في كلامه ومواقفه، وذكرياتنا معا، والحمد لله على كل حال.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رحاب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبًا بك -أختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يرحم ابنك وأموات المسلمين، وأن يلزمك الصبر، ويكتب لك الثواب والأجر.

أنت - ولله الحمد - لم تقصّري في علاجه، ولكنه الأجل، قال تعالى: {فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون}، وأرجو أن يظهر منك الرضا بقضاء الله وقدره، كما ندعوك لكثرة الدعاء له.

وقد ظهر لنا من سؤالك أن لك أبناء غيره - رحمه الله - فأحسني إليهم، واجتهدي في إصلاحهم، واحمدي الله على وجودهم، واطلبي منهم الدعاء لأخيهم. ولا شك أن المشاعر المذكورة من عدونا الشيطان الذي همّه أن يحزن أهل الإيمان، والأم لا يمكن أن تُتهم بالتقصير مع أبنائها، فكيف بابنها المحبوب رحمه الله.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وندعوك إلى أن تشغلي نفسك بالطاعات والأعمال المفيدة، وتذكّري أن الحياة لا تتوقف لموت من نحب من الأبناء والأهل والأصدقاء، ونسأل الله أن يرحمه وأن يُحسن لنا ولكم الختام.

وللفائدة راجعي هذه الروابط: (2147638 - 2445333 -2245323).

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات