الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسواس ما زال مسيطر علي، فكيف أتخلص منه؟

السؤال

السلام عليكم.

شكراً جزيلاً د/ محمد وبارك الله بك، سأبدأ بتطبيق التمارين بأسرع وقت ممكن -بإذن الله-.

أود توضيح أمر معين، أنني في آخر شهرين اكتشفت أن الوسواس متغلغل في كل تفاصيل تفكيري وتعاملاتي مع الناس، وأحيانا كثيرة أصدقه لعدم معرفتي أنه وسواسا أصلا، كيف يمكنني تطبيق التمارين على كل هذه الأفكار؟

اكتشفت مؤخراً أنني منذ كنت صغيرة أكره أوقات الفراغ وأرتعب منها؛ لأنني سأصبح فريسة للأفكار المزعجة، ولكنني لم أكن أدرك سبب ذلك أصلا أو أن لدي وساوس، كنت أخاف من الفراغ فقط وأجهل السبب.

الأمر الآخر: أفكر في البدء بالعمل لكي أملأ وقتي، ولكنني خائفة من ضغط العمل ومشاكله، وأن يزود هذا الضغط التوتر الذي لدي أصلا، ولكن بنفس الوقت يقتلني الفراغ، ما هي الطريقة المثلى كي أتبعها لأرتاح؟ أشعر دائما أنني في حلقة مفرغة.

السؤال الأخير: إذا لم أتناول دواء (بروزاك)، وتابعت التمارين فقط هل سأحصل على نتيجة جيدة؟ أم البروزاك ضروري مع التمارين؟ لا أعرف موضوع تقبل فكرة الدواء بالنسبة لزوجي، ربما سأكون حامل في الأسبوعين القادمين، فهل الدواء آمن حتى في فترة تخليق الأجنة؟

أعتذر عن الإطالة وكثرة الأسئلة، وأكرر شكري لك د/ محمد.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ene حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الموقع.

الأمر في غاية الوضوح، الفكر الوسواسي يُطبّق عليه التمارين الثلاثة التي ذكرناها: (إيقاف الفكرة الوسواسية)، و(صرف الانتباه) و(التنفير). هذه علاجات أو تمارين سلوكية تقوم على أسس علمية سليمة، وكما ذكرتُ لك أولها: قومي بالتحليل الوساوس، وذلك من خلال كتابة هذه الأفكار في ورقة، تبدئي بأضعفها وتنتهي بأشدِّها.

أنت تعايشت مع الوسواس لفترة طويلة، وهذا يجب أن يتم إيقافه، ولا تجدي لنفسك أي نوع من التبريرات.

أنا أحس أو أشعر أنه لديك دفاع نفسي سلبي، وهو ما نسميه بالتبرير. التغيير يأتِ منك أنت، وذلك باتباع الآليات العلاجية التي ذكرتُها لك، وطبعًا الدواء أيضًا له دور مهم. علماء السلوك والنفس - وعلى رأسها الكلية الملكية البريطانية للأطباء النفسيين والتي أنتمي إليها - تُحتّم أن طُرق العلاج الأربعة يجب أن تُطبّق وهي: العلاج الدوائي، والعلاج النفسي المعرفي، والعلاج الاجتماعي، والعلاج الروحي أو كما نُسمِّيه نحنُ بـ (العلاج الإسلامي).

فأرجو أن تتبعي هذه المناهج، وحُسن إدارة الوقت دائمًا يُخلِّص الناس من الفراغ، ويجب ألَّا تنسي أن الواجبات أكثر من الأوقات، وكل إنسانٍ يجب أن يُدير وقته فيما يُناسبه.

البروزاك دواء رائع، دواء سليم، دواء فاعل، ولا يتعارض مع الحمل. لا تجعلي الوسواس يُراوغك ويخضعك ويُقنعك بأن الدواء فيه ضرر بالنسبة لك، وإن قابلتِ طبيبًا فسوف يُدعم ما ذكرتُه لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً