الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي لا يحب الروضة، ويتصرف بعنف.

السؤال

السلام عليكم..

ابني في مرحلة الروضة في صف البستان، يضرب زملاءه حسب قول المعلمة بدون سبب، لا أعلم لماذا العنف؟ فهو ليس من طبعه، وتقول أيضا عندما يغضب فإنه ينعزل بزاوية، على الرغم من أنه اجتماعي، وعند خروجنا لأي مكان فإنه يتعرف على أطفال جدد، ويلعب معهم بسرور، ولا يضربهم، حتى أنه يتقرب من أناس كبار.

هو لا يحب صف البستان، ويطلب مني دائما أن يتغيب عن صفه، فما سبب تصرفاته هذه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شرين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا

نفور الطالب من الصف الدراسي، قد يكون له أكثر من سبب، فقد لا يحب نمط الفصل الذي هو فيه، خاصة أنك ذكرت أنه لا يحب البستان، وبالتالي لا يحب الدراسة فيه، وهذا سيولد لديه ردة فعل سلوكية، حيث يقوم بتحويل مشاعره إلى سلوك عدواني ضد الآخرين، سواء من الطلبة أم غيرهم، وربما تعبر المعلمة عن تصرفه هذا بأنه (سلوك غير مفهوم) لكنه في الواقع مفهوم، خاصة إذا عرف السبب، وهو عدم تقبله للدراسة في صف البستان، ومن التعبيرات السلوكية لجوؤه إلى الانزواء بعيدا عن الطلاب تعبير عن هذا الرفض أيضا.

يتأكد هذا السبب إذا كان لا يمانع من الدراسة في الصف العادي، وكان سلوكه طبيعيا فيه، بينما هو غير طبيعي في صف البستان!
عندها يمكن بحث سبب عدم حبه للدراسة في صف البستان، هل هو خوفه من الأشجار والطبيعة وتصوره لحيوانات أو وحوش، أم لأن البستان ارتبط بحدث شرطي حصل معه، كأن ضربه أحد الطلاب فيه أو تنمر عليه، أو نهرته المعلمة، وغير ذلك من الأسباب التي تجعله لا يحب الدراسة في البستان.

وبصفتك معالجة وظيفية يمكنك استخدام مهاراتك في تهيئة البيئة المناسبة له، والذهاب إلى المدرسة وسؤال المعلمة، وسؤال التلاميذ، ومعرفة من هم أصدقاؤه، وإذا كان هناك طلاب آخرون يمكن أن يتنمروا عليه، ولو لفظيا.

كما أن معالجة هذه المشكلة تحتاج للحكمة والصبر، وتطمينه، وعدم الضغط عليه، أو نهره، فهذا سيثبت المشكلة عنده، ويجعلها معقدة أكثر، وإذا لم تجدي معه كل تلك الحلول، عندها يمكن التفكير في نقله إلى صف آخر، أو مدرسة أخرى لا يكون فيها بستان، مع أن الأفضل هو علاج تكيفه مع البستان، حتى لا تظل هذه المشكلة أحد المحفزات لمشاكل رهاب وخوف اجتماعي مستقبلا.

حسب وصفك بأن الولد اجتماعي معكم في البيت، وفي الأماكن الأخرى التي تذهبون إليها، ولا تظهر هذه المشكلة إلا في المدرسة، وتحديدا في صف البستان، إذا كان هذا التوصيف صحيحا، فعليك التركيز في تغيير (الصورة الذهنية) للبستان عنده، حسب أسبابها، فإذا كان يخاف من البستان مثلا، لوجود أشباح أو وحوش، فيمكنك إقناعه، بأنه لا يوجد شيء من ذلك، ويمكنك زيارة البستان معه في غير وقت الدراسة، والتفتيش في كافة أرجاء البستان (بحثا عن الوحوش) وأنها غير موجودة فعلا.. هذا على سبيل الافتراض والمثال.. وإلا قد تكون هناك أسباب أخرى لرفضه للدراسة في البستان، كتنمر الطلاب، أو صراخ المعلمة عليه في البستان، أو التحذيرات الشديدة من الإدارة أو المشرفات والمعلمات حيال البستان وما يتعلق به، وكلها أسباب بحاجة إلى بحث وتمحيص.

نسأل الله أن يحفظ لكم ابنكم، وأن يشرح صدره، وأن يجعله من المتفوقين الصالحين المصلحين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً