الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع تنظيم وقتي وإنجاز أي شيء.. ساعدوني

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله كل الخير على الجهد المبذول لوجه الله.

مشكلتي أنني لا أستطيع إنجاز أي شيء، يومي مضطرب، لدي ٣ أطفال، أحدهم رضيع، وأخرى في حضانة ٤ سنوات، والثالثة بينهما في العمر.

كل طفل منهم له مواعيد، فابنتي التي تلتحق بالحضانة تأتي متعبة جدا، وغالبا تنام ولا أستطيع أن أجعلها تجلس حتى المساء، ثم تستيقظ مثلا في التاسعة مساء، وتفرض علينا الجلوس بالطبع، وربما لا ننام إلا قبل الفجر بقليل، أستيقظ لصلاة الفجر، ثم أنام وأستيقظ لوقت حضانتها، وأترك أولادي نائمين حتى الظهر كي أستطيع إنجاز أي شيء. قد يستيقظ الرضيع، وتنام الأخرى فلا أستطيع فعل شيء بسبب الرضيع، وتتأخر البنت في الاستيقاظ مما يجعلها تقبل السهر في المساء، لا أشعر بوجود طاقة عندي تسمح لي باستغلال الوقت معهم في الأنشطة أو أي شيء.

صحتي أصلا ضعيفة، وأبذل معهم مجهودا كبيرا لمجرد تلبية طلباتهم، لا أستطيع أن أنجز أي شيء خاص بهم أو بي، وهذا الأمر يسبب لي الكثير من الحزن، أنا أحب النظام جدا، وأحب كل شيء يكون له وقت محدد، لا أحب الفوضى في الوقت واليوم.

حاولت كثيرا أن أحافظ على استيقاظ ابنتي طوال اليوم كي لا ينقلب اليوم هكذا، ولكن لا أستطيع وربما تتأخر في النوم ليلا بسبب أمر آخر خارج عن إرادتنا، كل هذا في وجود الزوج. وصراحة عند عدم وجود زوجي الأمور تنتظم، وكل شيء يكون له وقت لا أعلم لماذا.

زوجي شغله من المنزل، فبالتالي يجلس معنا طوال اليوم، بمجرد نزوله من البيت أستطيع إنجاز بعض الأشياء إلى حد ما، ولكن ليس دائما كما قلت بسبب عدم وجود طاقة كافية لدي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم حمزة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك بنتنا وأختنا الفاضلة، نسأل الله أن يقرّ أعيننا بصلاح الأبناء والبنات، وأن يُصلح لنا ولكم النية والذريّة.

أولاً: نحمد الله تبارك وتعالى على هؤلاء الأطفال الذين هم نعمة وهبة من الله تبارك وتعالى، {يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور أو يُزوجهم ذُكرانًا وإناثًا}، نسأل الله أن يقرَّ أعينكم بصلاحهم ونجاحهم وفلاحهم.

الأمر الثاني: أرجو أن تُدركي أن ما تقومي به من مجهود ممَّا تُؤجرين عليه ثوابًا عظيمًا عند الله، ولذلك كانت الأم في المنزلة الرفيعة من البر، فالبر بالنسبة لها مُضاعف مقارنةً بأخيها الرجل ثلاث أضعاف.

الأمر الثالث: أرجو أن تستفيدي أيضًا من وجود الأب وتُشركيه أيضًا في بعض المعاناة وبعض التربية، لأن هذا مفيد له ولهؤلاء الأطفال الصغار أيضًا، عندما يكون موجودًا معكم.

الأمر الرابع: أرجو أن تستفيدي من أيام العُطل في إعادة ترتيب البيت، يعني: يوم العطلة عندك فرصة كبيرة، فهذه ليست عندها حضانة، وبالتالي تحاولي أن تُبرمجي، تبدئي البرمجة من يوم الجمعة، على أساس تُغيري بعض الأوقات لهؤلاء الصغار.

النقطة الأخيرة: أريد ألَّا تشغلي نفسك، فإن الانزعاج والتعب الذهني؛ هذا هو الأخطر، تعب الجسد: الإنسان الجسد يأخذ حقه، وقد ينام كيف ما اتفق عندما يأتي وقت النوم، ولكن بالنسبة للتعب الذهني هو الذي يُشوش على الإنسان، بل هو الذي يُحرمه، بل هو الذي يُحرقه من الناحية الصحية.

وأنت ولله الحمد في مرحلة صعبة، لكن إن شاء الله تجاوز هذه المرحلة سيكون سهلاً، فاستعيني بالله تبارك وتعالى، واجتهدي في التنظيم، واطلبي مساعدة زوجك، ونسأل الله أن يُعينكم على الخير؛ لأن هذه مرحلة يحتاج الزوج أن يكون له دور، بأن يُساعد مع الكبيرة أو مع الصغيرة، وطالما له وجود في البيت ينبغي أن يتولّى بعض المهام كرعاية مَن تنهض، ورعاية الطفل الوسط مثلاً، يقوم بأي أدوار في سبيل تكامل الأدوار، ونسأل الله أن يُصلح لنا ولكم النية والذرية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً